تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ليبرمـــان: أملكـــــــــم بالســـــــــلام .. أوهــام!

لـــوفيغــــــارو
ترجمة
الأربعاء 28-10-2009م
ترجمة: مها محفوض محمد

هل يفترض إلغاء جائزة نوبل للسلام؟ سؤال يتم طرحه الآن كثيراً بعد منح الجائزة إلى الرئيس باراك أوباما، فهذا القرار الذي اعتبر من الوجهة السياسية صحيحاً هو فكرة خاطئة تماماً.

هذه الجائزة عكس جوائز نوبل للعلوم والآداب لا تأتي نتيجة أبحاث وأعمال علمية، هي من حيث المبدأ مخصصة لشخصية أوعدة شخصيات تعمل على سلام وتقارب الشعوب وعلى نشر حقوق الإنسان والحريات ولنفترض أن ذلك انطبق على الرئيس الجديد، لكن الرجل ما زال يجسد مرحلة التصدع التي خلفها بوش. وردود الأفعال الأولى في الولايات المتحدة كانت بأن منح الجائزة للرئيس هو مخاطرة إضافية لأوباما وليست تشجيعه طبعاً أفعاله تشير إلى أنه ينشر السلام بالنسبة للمسلمين في خطاب القاهرة ومسألة نزع التسلح النووي في خطاب براغ، مشاريعه السياسية اتسمت بالطابع الإنساني إصلاح الجانب الصحي في الولايات المتحدة ووعوده بحل مشكلات الشرق الأوسط كما أرسل إشارات نموذجية إلى باقي أنحاء العالم وهذا لم يعهده العالم حتى في أكثر الديمقراطيات تقدماً.‏

أوباما لديه طموحات جميلة لكن هل يكفي ذلك لأن يكون رئيساً عظيماً؟ بالطبع لا فهو لم يمض على توليه الرئاسة عشرة أشهر وطريقه ما زالت طويلة ومزروعة بالألغام، وإذا كانت لهذه الجائزة قيمتها فعلاً فهي ستجعل مهمة أوباما صعبة ومعقدة، يقول رئيس لجنة نوبل:‏

لقد خلق أوباما جواً جديداً في السياسة الدولية وهذا الكلام لا خلاف عليه فقد مد يده إلى العالم بأسره، وخاصة إلى العالم الإسلامي كما اقترح انطلاقة جديدة للعلاقة مع روسيا وبرهن على رغبته هذه بالتخلي عن مشروع الدرع الصاروخي، المشكلة هي أن لجنة نوبل تكافئ ذوي النوايا الحسنة، فخلال تسعة أشهر هل اتسع الوقت لأوباما لتحقيق وعوده وتغيير العالم؟ وكما درجت العادة فالجائزة تمنح بعد إنجاز الهدف وليس قبله. ايان مارتان معاون رئيس تحرير جريدة وول ستريت قال: هل كوفئ أوباما لأنه حقق السلام مع هيلاري كلينتون التي كانت خصماً له في الحملة الانتخابية فأصبحت وزيرة خارجيته؟.‏

ماذا فعل أوباما في الشرق الأوسط؟ لقد أحرز مصافحة بين نتنياهو ومحمود عباس نهاية أيلول الماضي في نيويوك ليأتي بعدها وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف أفيغدور ليبرمان ويقول لمبعوث البيت الأبيض إن السلام ليس أملاً قريباً، كما حذر ليبرمان من أن مجرد الطموح إلى السلام هو بعثرة أوهام وخيبات أمل .‏

وعن ايران لم يتضح شيء وإذا كانت الجائزة الجديدة ستحل العقدة الايرانية بالقوة فستكون الحجة وحسب منطق السياسة بأن الغاية تبرر الوسيلة.‏

وبالنسبة لأفغانستان : فالذي منح جائزة نوبل للسلام ما زال قائداً للحرب هناك.‏

أوباما وعد بانسحاب القوات الأمريكية من العراق مع حلول العام 2011 لكنه أرسل 21000 جندي إضافي إلى أفغانستان ، وفي نفس اليوم الذي أعلن عن منحه الجائزة أعلن هو عن ضرورة عقد اجتماع بشأن الحرب وتقرير إرسال أو عدم إرسال 40000 جندي إضافي بناءً على طلب الجنرالات هناك، مع أن المقارنة قائمة اليوم في البيت الأبيض ما بين الحرب في أفغانستان والفخ الفيتنامي في سبعينيات القرن الماضي.‏

أوباما أيضاً يريد معالجة مشكلة علاقته بقادة الصين حيث سيزور الصين في الشهر القادم وفي السودان يقترح مبعوثه سكوت كراسيون تقديم مشروع لمداهنة القادة والمتهمين بجرائم الحرب.‏

ومنذ الإعلان عن الجائزة لم تتوقف إخباريات واشنطن عن التساؤل حول خيار لجنة نوبل وما الذي تريده هذه اللجنة؟‏

هل يمارس أصحاب الرأي السديد في أوسلو طريقة: اتباع الرغبات على أنها حقائق أم أرادوا عكس ما يمكن أن تدفع الشكوك بأن خطابات أوباما ومبادراته لها ذات الأثر الذي تركته حياة وأفعال ديسمون توتو الذي قاد الكفاح السلمي ضد النظام العنصري وحاز على نوبل عام 1984؟‏

أم بتقديرهم أن هذه الحقبة الخطيرة بحاجة إلى زعيم يده ممدودة؟ ذلك أفضل من قبضة مغلقة، لقد أرادوا أن يرشدوه إلى خارطة طريقه ودفعه إلى أن يكون ممن يريدون.‏

إن جائزة نوبل للسلام أو للآداب هي دوماً إشارة أو بادرة سياسية.‏

ولكي تنتصر المبادئ الجميلة يجب أن تتوافق الأفكار وتلتقي دوماً في الكواليس بصلف مشين وتسويات مشبوهة.‏

أكاديمية نوبل التي تجاهلت المهاتما غاندي لم تقدم خدمة كبيرة اليوم إلى باراك أوباما.‏

الأمريكيون اعتبروها سابقة لأوانها وتبقى الصحافة الأمريكية مصرة على رأيها وعلى متابعة مهمتها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية