ومع مرور أكثر من 35 عاماً على دخول هذا السد في الاستثمار يبرز التساؤل: هل يواكب السد بواقعه الحالي الحداثة والتطور الذي وصلهما العالم في هذا المجال اليوم؟ وهل تراجع دوره؟
يقول المهندس يحيى سلامة المدير العام للمؤسسة العامة لسد الفرات: إن السد لم يتراجع دوره أبداً بل يعتبر صمام الأمان في مجال المياه أولاً، من حيث التنفيذ الأمثل لإدارة مياه الفرات وفقاً للموارد المائية القادمة من الجانب الآخر، وثانيا في إنتاج الكهرباء وهو الإنتاج المرتبط بكميات المياه المارة من خلاله.
وفي مجال توليد الطاقة فإنه تتم الاستفادة من ضاغط المياه المخزنة في البحيرات الثلاث «الأسد، البعث، تشرين» في توليد الطاقة الكهربائية الرخيصة الكلفة والنظيفة. والصديقة للبيئة، ورفد الشبكة العامة بالطاقة الكهربائية وخاصة في ساعات الذروة المسائية بما يصل وسطياً إلى حوالي 1300 ميغا واط.
أضف إلى أن مجموعات التوليد في محطات الفرات تلعب دوراً رئيسياً وهاماً في تحقيق التوازن في الشبكة العامة للطاقة في سورية، وفي حال وقوع أي عطل طارئ في المحطات الحرارية، أو الغازية يتم تعويضه وخلال دقائق من الاحتياط الدوار، أو من المجموعات الاحتياطية في المحطات الثلاث، وقد بلغت كمية الطاقة الكهربائية المنتجة من محطات الفرات الكهرمائية منذ بدء استثمارها ولغاية شهر آذار من العام الحالي 2009 نحو 84 ملياراً و595 مليون كيلو واط ساعي.
وفي مجال الري يقول المهندس سلامة: إن المؤسسة العامة لسد الفرات تقوم بإدارة الموارد المائية المتاحة من خلال خزانات البحيرات الاصطناعية خلف السدود الثلاثة: الفرات والبعث وتشرين، والتي تقدر طاقتها التخزينية العظمى بحوالي 16 مليار متر مكعب.
وتشكل هذه البحيرات مخزوناً استراتيجياً هاماً للأمن المائي في سورية، من خلال تأمين مياه الشرب للسكان القاطنين في المدن والقرى والتجمعات السكانية، بالإضافة لمدينة حلب، ومياه الري، الخاصة بالأراضي الزراعية المستصلحة على جانبي نهر الفرات.
وعن أبرز التحديثات قال: لقد تم الإعلان عن مناقصة عالمية خلال العام الماضي لتحديث ساحتي التوزيع في محطتي الفرات والبعث، وهذا المشروع من المشاريع المهمة في عمل المؤسسة خلال المرحلة القادمة، وتشمل هذه العملية: تحديث القواطع الهوائية في ساحة التوزيع /220/ك.ف وتجهيزاتها المركبة في محطة سد الفرات بأخرى تعمل على الغاز الخامل طراز sf6 من الجيل الجديد ذات موثوقية عالية وقدرة قطع كبيرة تتوافق مع التطور الكبير في استطاعة الشبكة العامة في سورية ناهيك عن سهولة استثمارها، وصيانتها مستقبلاً، وكلفتها الاستثمارية أقل، وكذلك تحديث الكابلات الزيتية 220 ك فولط بأخرى جافة، وتتميز الكابلات الجافة بأنها أقل عرضة للأعطال، وأقل كلفة في الصيانة والاستثمار مستقبلاً، وأكثر موثوقية في العمل وقد أعطي أمر المباشرة لشركة صفا الإيرانية للبدء بالعمل بتحديث الساحتين، وبكلفة 16 مليون يورو، وقد تم تسليم الموقع بتاريخ 15/10/2009، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التوريد الخاصة بالمشروع بعد ستة أشهر من الآن.
وأشار المدير العام للمؤسسة، أن الحكومة السورية وافقت على إجراء التعاقد بالتراضي مع شركة سيشوار الصينية على إنشاء محطة البليخ الكهرمائية، كما هو وارد في اتفاقية الحل الودي الموقع مع الجانب الصيني في مدينة شن الصينية بتاريخ 21/1/2009، وتتكفل الشركة الصينية بإنجاز كافة أنواع التصاميم الخاصة بالمحطة، وإدارة الأعمال المتعلقة بها، وإجراءات التصنيع، والنقل البحري والتجميع والتركيب والتشغيل لكافة التجهيزات الميكانيكية والكهربائية، باستثناء تنفيذالأعمال المدنية، على أن تقوم الشركة بتقديم عرض فني ومالي لكل من المؤسسة العامة لاستصلاح الأراضي، والمؤسسة العامة لسدالفرات، على أن تحدد فترة قبول العرض المالي مع نهاية 31/10/2009.
وأكد المهندس سلامة: أن إجراءات تصديق العقد ستكون مع مطلع العام 2010 بالإضافة إلى أن أمر المباشرة من المتوقع أن يبدأ مع بداية الشهر الرابع من العام القادم كما أنه سيصار إلى إنشاء مشروع محطة تحويل صغيرة لتأمين التغذية لمحطة سد الفرات في حال انقطاع التيار الكهربائي بكلفة 60 مليون ليرة.