مع وقوع المزيد من القتلى الاميركيين في مستنقع الحرب الافغانية التي دخلت عامها التاسع بلا هدف واضح لاستمرارها او استراتيجية شفافة للانسحاب والخروج من هذا البلد الذي قادت الادارة الاميركية السابقة غزوه واحتلاله بتحالف دولي بحجة مكافحة مايسمى بالارهاب بعد تفجيرات 11 أيلول في الولايات المتحدة.
ومع تزايد الغضب الشعبي في الشارع الاميركي من هذه الحرب العبثية وانقسام الادارة الاميركية حول استراتيجية زيادة القوات فان استقالة الدبلوماسي الاميركي ماثيو هوه 36 عاما وهو كابتن سابق في المارينز احتجاجا على استمرار الحرب وسياسة بلاده في افغانستان تشكل صفعة جديدة في وجه ادارة اوباما التي تتريث في اعلان استراتيجيتها الحربية وتترد في الغوص اكثر بمستنقع الحرب في افغانستان وسط حذر من حلفائها في الناتو و التحالف الدولي من طلب زيادة القوات .
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد افادت امس ان دبلوماسيا في وزارة الخارجية الامريكية قدم استقالته احتجاجا على سياسة بلاده في افغانستان ليصبح بذلك اول مسؤول رسمي امريكي يتخلى عن مهامه احتجاجا على الحرب .
وذكرت الصحيفة ان ماثيو هوه وهو كابتن سابق في قوات المارينز الامريكية و أبرز مسؤول لوزارة الخارجية في ولاية زابل في افغانستان قدم استقالته الشهر الماضي مضيفة ان هوه كتب في رسالة استقالته التي وجهها الى مسؤول في وزارة الخارجية وتحمل تاريخ العاشر من ايلول الماضي لم اعد افهم الامر و فقدت الثقة في الاهداف الاستراتيجية للوجود الامريكي في افغانستان .
واضاف :لدي شكوك وتحفظات على استراتيجيتنا الحالية والاستراتيجية المقررة للمستقبل لكن استقالتي تستند ليس الى واقع معرفة كيف سنواصل هذه الحرب لكن لمعرفة اسبابها واهدافها.
واشار هوه الى ان معظم الافغانيين يحاربون الجيش الاميركي نتيجة الوجود العسكري المكثف في القرى و المدن الافغانية التي يوجد فيها مسلحون.
وفي وقت يدرس فيه الرئيس الاميركي باراك اوباما احتمال ارسال عشرات الالاف من الجنود الاضافيين الى افغانستان قال هوه انه اراد عبر استقالته التأثير على الرأي الاميركي.
وبحسب الصحيفة فان صدى خبر الاستقالة عم البيت الابيض وبذل مسؤولون حكوميون اقصى جهودهم لاقناع هوه بالبقاء في منصبه خشية ان يصبح ابرز منتقدي السياسة الجديدة للحكومة الاميركية في افعانستان.
كما انه رفض منصبا مهما في سفارة بلاده في كابول وقال انه يريد ان يتصل بالاميركيين في ايوا و اركنساس واريزونا بنوابهم ويقول لهم لانعتقد ان استمرار الحرب امر صائب.
ومع فشل القوات الاميركية في السيطرة على هجمات طالبان وحسم الوضع في افغانستان حذر تقرير للاتحاد الاوروبي من استمرار التدهور الامني في افغانستان مشيرا الى عدم حصول تقدم سياسي في هذا البلد .
وكان وزراء خارجية روسيا والصين والهند قد اكدوا امس اهمية مشاركة جميع الدول في تقديم المساعدة الى افغانستان وذلك ضمن مساعي روسيا لاسناد دور اكبر في جهود احلال الاستقرار في هذا البلد الى القوى الاقليمية في المنطقة .
ونقلت رويترز عن وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف و الصيني يانغ جيه تشي والهندي سومانالي كريشنا قولهم في بيان عقب اجتماع لهم في مدينة بنغالور الهندية ان هناك ضرورة قصوى لمواصلة المجتمع الدولي التزامه في افغانستان وعدم التخلي عنه و مساعدته على استعادة امنه واستقراره ورفع سوية الاقتصاد و التنمية لابناء شعبه .
وقال محللون ان روسيا و الصين و الهند تحاول توجيه رسالة الى الولايات المتحدة بانه ليس من المقبول بعد الان ان تواصل اتباع طريق احادي ومنفرد في التعامل مع افغانستان واشاروا الى ان توقيت اصدار هذا البيان مناسب حاليا ولاسيما ان واشنطن تحاول اجراء مراجعة لاستراتيجيتها في افغانستان .
وقد اعلن الجيش الاميركي امس مقتل ثمانية من جنوده في تفجيرات بقنابل جنوب افغانستان ما يجعل هذا الشهر الاكثر دموية بالنسبة للجنود الاميركيين خلال نحو ثماني سنوات من الحرب في هذا البلد.
وكان 14 جنديا اميركيا اخرون قتلوا اول امس في تصادم ثلاث مروحيات في حادثين غرب وجنوب افغانستان ليرتفع عدد الجنود الاميركيين القتلى خلال هذا الشهر في افغانستان الى 55 جنديا.