لقد قدم محقق هذا الكتاب تعريفاً بالمؤلف حيث أوضح أنه كان اماماً في فنون الأدب ومن أكابر أهل اللغة، ومن مفاخربغداد بل العراق وهو ثقة غزير الفضل وافر العقل ومليح الخط كثير الضبط، وعرج التنوخي على اجتهاد الامام أبي منصور في النحو حيث بين أن الأنباري في نزهته قال: كان يختار في بعض مسائل النحو مذاهب غريبة، وكان يذهب الى ان الاسم بعد لولا يرتفع بها على مايذهب اليه الكوفيون، وقد بيِّنت وجهه غاية البيان في كتاب الانصاف في مسائل الخلاف، وكان يذهب الى أن الألف واللام في (نعم الرجل) للعهد على خلاف ماذهب اليه الجماعة من أنها للجنس لاللعهد، ومن مؤلفاته كانت كتب أبي منصور مما يتنافس فيه للجودتين: جودة التأليف الذي يروع القلب وجودة الخط الذي يروق العين، منها كتاب التكملة وكتاب «غلط الضعفاء من الفقهاء» وشرح أدب الكاتب، والمعّرب من الكلام الأعجمي ولم يعمل في جنسه اكبر منه،وصف للإمام المقتفي كتاباً لطيفاً في علم العروض.
وعن رسالة المجمّع العلمي بيَّن التنوخي:لاجرم أن رسالته التي من أجلها تم انشاؤه هي المحافظة على سلامة اللغة العربية وتوفير شرائط الحياة والنماء لها،وانما يتم ذلك بمعالجة أمراضها من الألفاظ والتعابير الفاسدة في الكتاب والخطاب بالتنبيه اليها والى مايقابلها، ويقوم مقامها من الألفاظ الصحيحة، وقد توسل المجمع الى ذلك بذرائع جمة منها مانشره في المجلة والصحف من عثرات الأقلام منها نشر رسالة: التنبيه على غلط الجاهل.
وعن حقيقة الكتاب وخطورته يقول التنوخي هل التكملة كتاب مستقل عن غيره في إصلاح أغلاط العامة، أم هو تكملة لدرة الغواص في أوهام الخواص؟ ان هذا السؤال قد يتبادر الى من يقرأ لمرة الكتاب ومقدمته فلايرى فيها شيئاًيتعلق بدرة الغواص، ولكن صاحب كشف الظنون بعد أن يذكر حواشي هذه الدرة وشروحها يقول: «ومنها تتمة أبي منصور بن أحمد الجواليقي البغدادي وسماها التكلمة فيما يلحن فيه العامة».
وجاء في حرف التاء كشفة «تكملة درة الغواص» ثم انك اذا سمعت ابن خانكان يقول في الجواليقي إنه«صنف التصانيف المفيدة وانتشرت منه مثل شرح أدب الكاتب والمعرب ولم يعمل في جنسه أكبرمنه وتتمة درة الغواص تأليف الحريري صاحب المقامات سماها (التكملة فيما تلحن فيه العامة) الى غيرذلك، اذا سمعت منه هذا القول، وأنت تشهد له بتثبته ممايكتب في الأدب أيقنت بذلك أن تكملة الامام الجواليقي هي تتمة درة الغواص.