في فاتحة الكتاب يقول السواح: وان النص المقدس بطبيعته نص اشكالي , هذه هي السمة الاشكالية تنطبق على النص المقدس الاسلامي , مثلما تنطبق على غيره من النصوص المقدسة لاديان الثقافات العليا , فكتاب التاو الصيني بقي موضع تأمل وإلهام العقول الصينية والشرق اقصوية , منذ ان وضعه الحكيم لاوتسو قبل ألفين وخمسمئة عام من يومنا هذا . وما زال الجدل قائماً بشأنه حتى الان شرقا وغربا, وهذه حال الاوبانيشاد الهندي الذي تم تحريره في الزمن نفسه تقريبا, ويرى السواح ان اشكالية النص المقدس تنبع من عدة عوامل:
يستخدم النص بنى لغوية واسلوبية قديمة متصلة بالعصر الذي دون فيه , فهو ينتمي الى زمن ماض وبيئة ثقافية واجتماعية مغايرة لبيئة عصر القارىء.
يتسم النص بلغة أدبية راقية تستنفد كل الامكانات البلاغية لعصرها وهي اقرب الى اللغة الشعرية من حيث الاختصار والايجاز.
رسالة النص الديني عاطفية روحانية تتوجه الى القلب قبل العقل وهي تهدف الى زرع الايمان في تجاوز لطرائق البرهان . فإذا اخضعت بعد ذلك الى التأمل العقلي , صار الايمان والبرهان بحاجة الى ما يؤلف بينهما.
يقع الكتاب في /300/ صفحة من القطع الكبير ونذكر من عناوينه : نظرية التكوين , صفة العالم , معرفة النفس, ارتقاء النفس والنجاة من أسر الطبيعة, طريق النجاة المشترك.