واكد السيد رئيس مجلس الوزراء ان العلاقة بين سورية وايران علاقة عميقة تستند الى قاعدة راسخة وتراث مشترك قوامه الروابط والصلات الثقافية التاريخية والمصالح المتبادلة ويزيد هذه العلاقات قوة ورسوخا ادارك قيادة البلدين لطبيعة التحديات والمخاطر التي تستهدف المنطقة الامر الذي يؤكد اهمية التشاور والتنسيق بين البلدين للدفاع عن مصالحهما والحفاظ على امن المنطقة واستقرارها.
وقال إن سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد تمتلك الرغبة والارادة للارتقاء بعلاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين سورية وايران الى مستوى العلاقات السياسية المميزة القائمة بينهما معتبرة ان تنامي العلاقات السوريةالايرانية والعلاقات الايرانيةالعربية مرتكز لدور عربي اسلامي فاعل ومؤثر على الصعد الاقليمية والدولية يسهم في ترسيخ قواعد الأمن والاستقرار في هذه المنطقة التي تتعرض لضغوط خطيرة وتحديات كبيرة.
واشار المهندس عطري الى ما يواجهه العالم في هذه المرحلة من تحديات ومخاطر اقتصادية وسياسية تدفع به الى مزيد من الفوضى والاضطراب بسبب تنامي نزعة التفرد والهيمنة الامريكية التي تقف وراء اثارة الفوضى الهدامة وتأجيج النزاعات والخلافات بين دول العالم الامر الذي بات ينذر بعواقب جسيمة تؤثر على امن واستقرار شعوب المنطقة والعالم.
واوضح ان سورية شددت دائما على رفض منطق الغطرسة والقوة ودعت الى حل الخلافات الاقليمية والدولية عبر الحوار الجاد وبالطرق الدبلوماسية وانطلاقا من ذلك جاء حرص سورية على التمسك بخيار السلام العادل والشامل المرتكز على قرارات الشرعية الدولية المتضمنة عودة الجولان السوري المحتل وما تبقى من الاراضي العربية المحتلة حتى خط الرابع من حزيران عام 1967 وضمان حق عودة الشعب الفلسطيني الى ارضه وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وقال المهندس عطري ان سورية إذ تدعو جميع الفصائل الفلسطينية الى الوحدة والتلاحم كما تدعو المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل من اجل وقف الاعتداءات والمجازر الاسرائيلية المتواصلة على شعبنا الفلسطيني ورفع المعاناة المتفاقمة والحصار الجائر المفروض على غزة فانها تعرب عن القلق الشديد حيال ما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات اسرائيلية تهدف الى تقويضه وهدم اجزاء منه بغية طمس هويته الاسلامية والتاريخية وتدعو في ذات الوقت الاوساط الدولية ولاسيما منظمة المؤتمر الاسلامي الى ضرورة المبادرة العاجلة والتحرك السريع لوقف الاعمال العدوانية والانتهاكات الاسرائيلية للاماكن المقدسة.
وحول الازمة اللبنانية جدد رئيس مجلس الوزراء حرص سورية الشديد على امن واستقرار لبنان ودعم ما يتفق عليه كل اللبنانيين تعزيزا للوحدة والوفاق اللبناني ودعم صمود المقاومة اللبنانية في التصدي لانتهاكات اسرائيل واعتداءاتها المتكررة على لبنان.
اما فيما يتعلق بالاوضاع الجارية على الساحة العراقية فقد اعرب عطري عن تأييد سورية لجهود المصالحة الوطنية بين جميع اطياف المجتمع العراقي ومفاعيله الاجتماعية ومكوناته السياسية داعيا الى نبذ الخلافات المذهبية التي يتخذ منها المحتل وسيلة لاطالة امد بقائه في العراق مؤكدا في ذات الوقت اهمية تحقيق امن العراق واستقراره والحفاظ على وحدة ارضه وشعبه وهويته العربية والاسلامية وخروج قوات الاحتلال الاجنبي منه.
وقال رئيس مجلس الوزراء نحن في سورية اذ نقدر مواقف الجمهورية الاسلامية الايرانية تجاه الضغوط والتحديات التي تتعرض لها سورية ووقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة اعتداءات اسرائيل وجرائمها الوحشية فاننا نجدد دعم سورية ووقوفها الى جانب ايران في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها بسبب تمسكها بحقها المشروع في امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية ونرفض في مجال تسوية هذا الموضوع مبدأ العقوبات او ممارسة الضغوط السياسية واللجوء الى التهديد والابتزاز مؤكدين ضرورة معالجة هذا الملف بالحوار والطرق الدبلوماسية من خلال عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وندعو المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته لجعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل وعدم التغاضي عن ترسانة اسرائيل النووية التي باتت تشكل خطرا يهدد الأمن والسلام على المستويين الاقليمي والدولي.
واضاف عطري ان اجتماع اللجنة العليا السوريةالايرانية في دورتها الحالية يأتي تتويجا للقاءات والزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين على مختلف المستويات مغتنمين فرصة هذا اللقاء الاخوي لبحث علاقات التعاون الثنائي بين بلدينا وسبل تطويرها وتوسيع افاقها في ميادين الاقتصاد والتجارة والثقافة والصناعة وغيرها ومناقشة كل ما يتعلق بها من اجراءات بهدف تطويرها ومعالجة اي عقبات تعترض طريقها.
واشار الى ان هذه الاجتماعات محطة اساسية نتوقف فيها عند الاتفاقيات المبرمة وتقويم اثارها ونتائج تطبيقاتها بغية الانطلاق منها ورفدها باتفاقيات جديدة في مجالات الاعلام والمواصفات والمقاييس وحماية البيئة وادارة المدن والتوءمة فيما بين بعض المدن والموانىء السورية ونظيراتها الايرانية.
وقال اننا اليوم في هذا اللقاء الذي تجري مباحثاته في مناخ مفعم بالود والمشاعر الاخوية نقطع خطوة اضافية على طريق تعاوننا المنشود ونضيف لبنة جديدة تعلي صرح تعاوننا المأمول في مجالات النقل والطاقة والبيئة والاتصالات والتعليم العالي والثقافة والتربية والزراعة والسياحة والصحة وارساء قاعدة للاستثمارات المشتركة وتفعيل دور رجال الاعمال والشركات العامة والخاصة في كلا البلدين بما يحقق مصلحة الشعبين الصديقين.
من جانبه عبر الدكتور داودي عن سعادته بزيارة سورية مشيرا الى ما يربط بين البلدين والشعبين الصديقين من وشائج وصلات ثقافية وتاريخية ودورها في ترسيخ علاقات التعاون الوثيقة بينهما.
ودعا الى الارتقاء بعلاقات التعاون بين الجانبين بما يحقق المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة التي اكد عليها الرئيس محمود احمدي نجاد وتوجيهاته الرامية الى تعزيز التعاون السوري الايراني في المجالات المختلفة.
ونوه داودي بمواقف سورية في مواجهة الضغوط والتحديات مؤكدا دعم بلاده ومساندتها لمواقف سورية في دفاعها عن حقوقها المشروعة منددا بالجرائم الاسرائيلية المرتكبة ضد ابناء الشعب الفلسطيني في غزة وبنزعة الهيمنة التي تمارسها بعض القوى العظمى وما يرافقها من حملات اعلامية تضليلية داعيا الى تسوية جميع القضايا بالحوار والطرق الدبلوماسية.
واشار نائب الرئيس الايراني الى اهمية القمة العربية التي ستعقد في دمشق وجدد وقوف ايران الى جانب الشعب الفلسطيني مضيفا ان حل الازمة اللبنانية يجب ان يقوم على التوافق اللبناني وارادة جميع اللبنانيين ونرفض التدخلات الاجنبية في الشؤون اللبنانية.
ودعا النائب الاول للرئيس الايراني الى خروج قوات الاحتلال الاجنبي من ارض العراق ودعم جهود المصالحة الوطنية لافتا الى ان خروج قوات الاحتلال سيوفر الظروف المناسبة لقيام علاقات بناءة بين العراق ودول الجوار.
واكد الدكتور داودي حرص ايران على تطوير علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع سورية في مجالات النقل والطاقة والمالية والمصارف وسواها من المجالات الاخرى مشيرا الى دور الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في تطوير علاقات التعاون بينهما وضرورة رفدها باتفاقيات جديدة تعزز التعاون القائم في مجالات انتاج الطاقة ونقلها والزراعة والادوية واللقاحات البيطرية وزيادة حجم التبادلات التجارية بما يحقق مصالح الشعبين.
بعد ذلك عرض الدكتور عامر حسني لطفي وزير الاقتصاد والتجارة والسيد محمد سعيدي كيا وزير الاسكان وتعمير المدن نتائج اعمال اللجنة الوزارية المشتركة وموضوعات التعاون التي بحثتها اللجان التحضيرية المتخصصة ومشروعات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم اعدادها والتحضير لها في مجالات الطاقة الكهربائية والادوية البيطرية والبيئة والمواصفات والمقاييس والتعاون الجمركي والاعلامي وتأسيس مجلس لرجال الاعمال في كلا البلدين.
واشار لطفي وكيا الى بعض جوانب التعاون الاخرى التي بحثتها اللجنة الوزارية على صعيد تطبيق الافضليات التجارية والتعاون بين الشركات السورية والايرانية واقامة المشاريع الاستثمارية والمعارض الاقتصادية ومتابعة اجراءات احداث مصرف تجاري سوري ايراني مشترك وكذلك اجراءات تصدير الغاز الايراني الى سورية وتأسيس شركة مشتركة للملاحة البحرية فضلا عن جوانب التعاون الاخرى في المجالات الصحية والثقافية والسياحية ومتابعة لجنة المتابعة لقضايا الشركات الايرانية العاملة في سورية.
ثم اعقب ذلك بحث موسع بين وفدي الجانبين تناول مختلف قضايا التعاون الثنائي بين البلدين وسبل تعزيزها والتأكيد على استكمال النقاش حولها بهدف ترجمتها الى مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي سيتم توقيعها في اختتام اعمال اللجنة العليا السورية الايرانية المشتركة في دورتها الحالية.
وحضر جلسة المباحثات السورية الايرانية من الجانب السوري السادة الدكتور محمد الحسين وزير المالية والمهندس هلال الاطرش وزير الادارة المحلية والبيئة ووزير الزراعة والاصلاح الزراعي الدكتور عادل سفر والمهندس نادر البني وزير الري والدكتور عامر حسني لطفي وزير الاقتصاد والتجارة والمهندس سفيان العلاو وزير النفط والثروة المعدنية والدكتور احمد خالد العلي وزير الكهرباء والمهندس حمود الحسين وزير الاسكان والدكتور يعرب بدر وزير النقل والدكتور فؤاد جوني وزير الصناعة والدكتور تيسير رداوي رئيس هيئة تخطيط الدولة والسيد احمد عرنوس معاون وزير الخارجية وحامد حسن سفير سورية بطهران ورؤساء اتحادات غرف التجارة والصناعة والسياحة السورية.
كما حضر الجلسة من الجانب الايراني السيد محمد سعيدي كيا وزير الاسكان وتعمير المدن والسيد فتاح وزير الطاقة والدكتور انصاري رئيس مكتب النائب الاول لرئيس الجمهورية والسيد باقري معاون وزير الخارجية والسيد برزكري معاون وزير الاسكان والسيد نقره كارشيرازي معاون في وزارة النفط والدكتور بهباني معاون في وزارة الطرق والدكتور بور محمدي معاون في وزارة الاقتصاد والسيد عسكري معاون الشؤون الاقتصادية والبرامج والميزانية ومهدي مصطفوي رئيس منظمة الثقافة والارتباطات والسيد برويز وزيريان المدير العام لبنك توسيع الصادرات.
هذا وقد بحث المهندس عطري مساء أمس مع الدكتور داودي علاقات التعاون الثنائي بين البلدين والشعبين الصديقين وسبل تطويرها وتوسيع آفاقها المستقبلية في المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية.
واستعرض السيدان عطري وداودي القضايا المطروحة على جدول أعمال اللجنة العلىا السورية الايرانية المشتركة في دورتها العاشرة وآلية تفعيل الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين ورفدها باتفاقات جديدة تعزز التعاون القائم بين البلدين في المجالات المختلفة.
حضر اللقاء السفير السوري بطهران والسفير الايراني بدمشق.
وكان الدكتور داودي قد وصل الى دمشق أمس في زيارة رسمية الى سورية تستمر ثلاثة ايام يترأس خلالها الجانب الايراني في اجتماعات اللجنة العلىا السورية الايرانية المشتركة. وكان في استقباله في مطار دمشق الدولي المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء.
وبعد ان صافح المهندس عطري الدكتور داودي توجها الى منصة الشرف حيث عزف النشيدان الوطنيان للجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية العربية السورية ثم استعرضا حرس الشرف.
ثم صافح الدكتور داودي مستقبليه السادة الدكتور محمد الحسين وزير المالية والمهندس هلال الاطرش وزير الادارة المحلية والبيئة والدكتور عادل سفر وزير الزراعة والاصلاح الزراعي والمهندس نادر البني وزير الري والدكتور عامر حسني لطفي وزير الاقتصاد والتجارة والمهندس سفيان العلاو وزير النفط والثروة المعدنية والمهندس حمود الحسين وزير الاسكان والتعمير و حامد حسن السفير السوري في طهران والدكتور سيد موسوي السفير الايراني بدمشق واعضاء السفارة.
بدوره صافح المهندس عطري الوفد المرافق للدكتور داودي.
وبعد استراحة قصيرة في قاعة الشرف توجه السيدان عطري و داودي في موكب رسمي الى مقر اقامة الدكتور داودي في دمشق.
ويرافق الدكتور داودي وفد رسمي يضم محمد سعيدي كيا وزير الاسكان وتعمير المدن والسيد فتاح وزير الطاقة والدكتور انصاري رئيس مكتب النائب الاول لرئيس الجمهورية والسيد باقري معاون وزير الخارجية والسيد برزكري معاون وزير الاسكان والسيد نقره كارشيرازي معاون في وزارة النفط والسيد بهبهاني معاون في وزارة الطرق والدكتور بور محمدي معاون في وزارة الاقتصاد والسيد عسكري معاون الشؤون الاقتصادية والبرامج والميزانية و مهدي مصطفوي رئيس منظمة الثقافة والارتباطات.
مأدبة عشاء تكريمية
و اقام المهندس عطري مأدبة عشاء في قصر النبلاء تكريماً للدكتور برويز داودي النائب الاول لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية.
حضر المأدبة السادة الوزراء والوفد المرافق للدكتور داودي والسفيران السوري في طهران والايراني بدمشق وعدد من الفعاليات الاقتصادية والتجارية.
عطري يلتقي وفد المهندسين الاتراك
كما استعرض المهندس عطري مع وفد هيئة المهندسين المعماريين الاتراك برئاسة المهندس بولاند كونا علاقات التعاون الوطيدة بين سورية وتركيا وسبل تطويرها بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين الجارين في المجالات المختلفة.
كما جرى في اللقاء بحث التعاون المشترك بين الهيئات الهندسية المعمارية في كلا البلدين وتبادل الخبرات الفنية فيما بينها على صعيد تطوير مهنة الهندسة المعمارية والتخطيط العمراني والحفاظ على الهوية التراثية للمباني العمرانية وتحقيق الربط بين التراث والمعاصرة في نسيج المدن الحديثة.
وحضر اللقاء حسن ماجد علي نقيب المهندسين السوريين وعدد من اعضاء المكتب التنفيذي للنقابة.
من جانب اخر أكد نائب رئيس المجلس المشترك للصناعيين ورجال الأعمال الأتراك والسوريين وضاح العطري أمس أن المجلس يؤدي دوراً حيوياً في تعزيز وتوثيق العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدىن الجارين سورية وتركيا.
جاء ذلك خلال زيارة ممثلي اتحاد غرف التجارة السورية لمكتب محافظ أضنة احسان اتيش لدعوته الى ملتقى الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك والسوريين الذي سيعقد في دمشق في شهر نيسان القادم.
وأعرب اتيش عن امتنانه لدعوة الوفد السوري مؤكدا عدم وجود أي عائق أمام تطوير وتعزيز الاواصر التجارية مع سورية.
ولفتت عضو المجلس سلوى الانصاري في تصريح صحفي لها الى التزايد الكبير في حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنين الاخيرة وتطلع المجلس الى رفع حجم التجارة لمستويات أعلى موضحة أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سيحضر الملتقى المرتقب مع فريق من رجال الأعمال الأتراك