تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


محاضـــــــــــرة..ابــــــن عســـــــاكر مـــــــؤرخ دمشـــــــــق

ثقافة
الخميس22-10-2009م
حكمات حمود

أنا الذي سافرت في طلب الهدى

سفرين بين فدافدٍ وتناتف‏

وأنا الذي طرقت غير مدينة‏

من أصبهان إلى حدود الطائف‏

وجمعت من الأسفار كل نفيسة‏

ولقيت كل مخالف وموافق‏

هذه الأبيات للمحدث الكبير المؤرخ ابن عساكر الذي تناوله الباحث - عمر أحمد عمر - في محاضرة له بالمركز الثقافي في العدوي وسلط الضوء عليه من عدة جوانب.‏

اسمه ونسبه ونشأته‏

هو علي بن الحسين بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين وعساكر لقب لأحد أجداده وكنيته أبو القاسم، ولقبه ثقة الدين.‏

وهو سليل أسرة عربية اشتهرت بالعلم والفقه والقضاء وكان أبوه محباً للعلم مقدراً للعلماء وكان جده لأمه عالماً بالعربية فصيحاً حلو المحاضرة.‏

ولد في أول المحرم سنة 499 هـ - 1105م - في دمشق وبدأ بتلقي العلوم والحديث في السادسة من عمره في المسجد الأموي والمدرسة الغزالية، رحل إلى العراق بعد وفاة أبيه لطلب العلم سنة 520 هـ ثم رجع إلى دمشق ثم عاد إلى بغداد وأقام فيها خمسة أعوام يحصّل العلم ولازم الدرس والتفقه في المدرسة النظامية وعاد إلى دمشق 525 هـ ثم رحل إلى خراسان بعد أربع سنوات وعاد إلى بغداد ومنها إلى دمشق سنة 533هـ وبذلك سمع من علماء الشام وبغداد والكوفة والموصل وهمذان وتبريز وأصبهان ونيسابور والمدينة ومكة وبلغ عدد شيوخه 159٠ شيخاً فجمع مالم يجمعه غيره من أقرانه واشتهر اسمه في الأرض.‏

تدريسه‏

درس في المدرسة النورية بدمشق وهي أول مدرسة أنشئت في الإسلام لتعلم الحديث النبوي وقد بناها السلطان نور الدين الزنكي 511- 569 هـ وكان يحضر حلقات تدريسه، كما كان يحضر مجلسه صلاح الدين الأيوبي 532 - 589 هـ وظل ابن عساكر يدرس فيها حتى وفاته وتخرج منها كبار العلماء المحدثين في القرن السادس والسابع الهجري كابن الأثير والمقدسي وابن كثير الدمشقي والإمام النوري والذهبي وابن تيمية وابن قيم الجوزية.‏

وظل أربعين سنة يشتغل بالجمع والتصنيف حتى في رحلاته ونزهاته.‏

مؤلفاته‏

ترك ابن عساكر مؤلفات كثيرة أشهرها «تاريخ دمشق» وهو كتاب نفيس يشتمل على ذكر من حل بدمشق أو اجتاز بها أو المدن والقرى التابعة لها من ذوي الفضل والأنبياء والهداة والخلفاء والولاة والفقهاء والقضاة والعلماء والقراء والنحاة والشعراء.‏

وذكر لهم من ثناء ومدح وإثبات ما فيهم من هجاء وقدح وتحديد مواليدهم ووفياتهم وذكر ترجمة 10266 علماً من الرجال والنساء مرتبين على حروف الهجاء وهذا الكتاب على نسق تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 393 - 463 هـ ولكنه أوسع منه وأشمل وتاريخ دمشق يعم بلاد الشام وهو موسوعة في الحديث والأدب ونثر وشعر، وهو من أوسع المصادر في سير الرجال وأفضل مرجع في تاريخ الدولة الأموية والخلفاء الراشدين - على ما يقول الباحث عمر أحمد عمر - شرع في تأليفه سنة 549هـ وانتهى 559هـ وقد كتبه في 800 جزء كل منها عشرون ورقة وطبع في سبعين مجلداً.‏

قال فيه الأرنيقي «تاريخ ابن عساكر من أجمع التواريخ وأحسنها وألطفها» وقد اعتمد عليها ابن الأثير في «الكامل» وابن كثير في - البداية والنهاية - والذهبي في تاريخ الاسلام - والحافظ المزي في - تهذيب الكمال - ولابن عساكر أكثر من مئة كتاب بعضها صغير وبعضها كبير وطبع بعضها وما زال بعضها مخطوطاً أو مفقوداً، منها: تاريخ المزة - المعجم - مناقب الشبان - غرائب مالك.‏

توفي ابن عساكر في دمشق ليلة الاثنين 11 رجب سنة 571 هـ - 1175 م ودفن بجانب والده بمقبرة باب الصغير.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية