تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ثقافتهم.. أزمة مؤرقة يصعب تجاوزها...

شباب
الخميس 22-10-2009م
آنا عزيز الخضر

موضوع قديم جديد، يتحول أحياناً إلى تهمة وأخرى إلى ثناء متفرع فتتفرع عنه أسئلة منها وهو: كيف يحضر الهم الثقافي في حياة شبابنا؟...

هل يستأثر الأهمية عندهم بالشكل السليم أم أن الحياة بمطباتها الواسعة وصعوباتها تسرقه إلى عالمها وتناقضاتها الهائلة ليعيش تحت رحمة مؤثراتها؟، فالغالبية من شبابنا يعيشون هموماً كثيرة حياتية ومستقبلية وغيرها... تبعدهم عن الثقافة ومجالاتها فليس أول ما يبعدهم تقصير المؤسسات الاجتماعية ولا الهم المادي ولاآخره الأزمة الثقافية ككل والتي تعيش في خضمها الوسائل الثقافية ككل من السينما إلى المسرح إلى الكتاب وفعل القراءة وغيرها.... هذا عدا أن الشباب مطاردون بمسألة بناء المستقبل (الحياة والهموم الشخصية التي ترتبط بها) ترى من المسؤول عن هذه الإشكالية الواسعة رغم أن الثقافة حاجة ماسة وليست ترفاً يمكن التخلي عنه ببساطة، إذ تحمل في جعبتها الكثير لهؤلاء الشباب كما تزدوهم بالميزات الإنسانية الراقية في كل مجالات حياتهم ورغم ذلك نرى أن الكتاب كائن غائب بامتياز عن حياتهم وكذلك الأنشطة الثقافية المتعددة كما أن مكانة الثقافة تراجعت عن السابق وباتت حالة دخيلة ولاتعني شيئاً بل يحفظ الشباب تلك العبارة ويرددها الكثير منهم /الثقافة لاتطعم خبزاً/ وهكذا.....‏

كما تزداد الخطورة أكثر فأكثر ضن التوازي الواقعي مابين الصعوبات الحياتية وحضور الإعلام في المجتمع، حيث أطلق عليه الكثير من الاختصاصيين الاجتماعيين أنه مجتمع الإعلام، فيتخلق هنا مشهد جديد وثقافة شبابية جديدة لها خصوصياتها وتناقضاتها، لذلك كانت ثقافة الشباب في مجتمع الإعلام محط اهتمام للكثير من الخبراء الإعلاميين وأساتذة جامعيين لما تحمله من إشكالية خاصة تفرض البحث ومحاولة الإجابة عن كثير من الأسئلة، كما هي الدراسة التي قدمها الدكتور المنجي الزيدي في إحدى الندوات التي أقامتها جامعة دمشق في سياق توجهها لفئة الشباب وقد أكد الدكتور على أن مجتمع الإعلام الذي يعيشه الشاب هو الواقع العالمي الجديد حيث تتبدى إشكالية ثقافية يطرحها بقوة كونه يجمع بين الاقتصاد والاتصال والثقافة وعلى وجه الخصوص يبرز هنا اختراق المنطق التجاري لكل مراحل انتاج وترويج المواد الثقافية، ما يؤدي إلى توحيد أذواق الجماهير وتنميطها على الأسلوب الاستهلاكي.‏

ويشير الدكتور الزيدي هنا إلى وجود صلة وثيقة ومهمة بين تلك الثقافة وفئة الشباب التي باتت واقعاً اجتماعياً يفرض معطيات ومناهج تتفهم خصوصية المرحلة، ويتابع الدكتور مؤكداً على أن مفهوم الثقافة الشبابية في هذا الإطار هو إشكالي بامتياز، حيث التحديات المفروضة على ثقافة الشباب لم تعد في إطار محلي أو مواجهة مع ثقافة الأجيال السابقة فقط بل تتعرض اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى مخاطر الاستيعاب والتنميط بمعنى أنها مهددة بالإفراغ من مضامينها الجوهرية التي يفترض قيامها على ملكة النقد والرغبة في التجاوز والتغير والاستقلالية في بناء الذات، إذ تتحول هنا ضمن واقعها الجديد إلى جملة من القيم والسلوكيات الاستهلاكية السلبية والتي تتبع القطب الأقوى اقتصادياً وعسكرياً وتكنولوجياً وإعلامياً، بعيدة كل البعد عن ذاتها وإرادتها. من هنا ندرك حجم التناقضات الهائلة التي تتنازع ثقافة الشباب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية