تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السلام... بين التعنُّت الإسرائيلي والتراخي الأميركي

شؤون سياسية
الخميس 22-10-2009م
نبيل نوفل

منذ عشرات السنين ومشروعات السلام تتساقط على المنطقة ومعظمها يحمل الماركة الأميركية ممهوراً بخاتم الرؤساء الأميركيين وفي المقابل كان هناك ترحيب عربي بهذه المشروعات

وخاصة على الصعيد الرسمي العربي، فمعظم الدول العربية رحبت بها بأشكال مختلفة حتى إن البعض أصبح يختم للإدارة الأميركية على البياض وصدق الكذبة الأميركية بمساعيها لصنع سلام حقيقي وعادل في المنطقة، هذه المصيدة وقع في شباكها معظم القائمين على إدارة حال العرب حين قبلوا بالإشراف الأميركي على عملية السلام وتناسوا أن الولايات المتحدة الأميركية لا يهمها إلا الأمن الإسرائيلي لاستمرار استغلال ثروات هذه المنطقة وخاصة الطاقة بمصادرها المتنوعة وأشكالها المختلفة، فجوهر السياسة الأميركية تجاه المنطقة العربية والصراع العربي الصهيوني يرتكز على:‏

1-إبقاء الكيان الصهيوني القوة الأولى في المنطقة والحفاظ على أمنه ودعمه بكل ما يحتاج سياسياً وعسكرياً واقتصادياً مع استمرار العمل على تحجيم دور الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وتسخيرها لمصلحة هذا الكيان.‏

2-منع أي تقارب بين أي طرفين عربيين والحفاظ على حالة التقاتل والصراع والشقاق بين الدول العربية وإثارة النعرات بينهما بأشكال مختلفة والدفع بحل كل المشكلات والقضايا في المنطقة لتسليمها للقوى الأجنبية بعيداً عن أي بعد عربي أو أي جهة عربية.‏

3-تأجيج الصراع والخلاف بين الدول العربية ومحيطها المعادي للكيان الصهيوني بهدف إلهاء العرب وحرف صراعهم عن مساره الصحيح وخلق الأزمات لكل قطر عربي بتحريض المستوطنات النائمة فيه والزواحف الفكرية والسياسية والاقتصادية لتسلم السلطة في هذه الدول بما يضعف هذه الدولة عن أخذ دورها في الصراع مع العدو الصيهوني وخاصة من أصحاب الدعوات لاستعبادنا واحتلالنا كخطوة أولى على طريق التحرير أي الدفع بأزلام الغرب بتسلم السلطة أو احتكار المجال الاقتصادي وتسييره وفق رغبة الغرب باضعاف الاقتصادي الوطني بهدف تسليم الثروات العربية للدول الغربية وتطويق الدول المقاومة والمناهضة لمشروعاتها الاستعمارية بالمشكلات والأزمات والاتهامات المختلفة وفي مقدمتها الارهاب.‏

4-تقزيم الحقوق العربية والصراع العربي الصهيوني وإعطاؤه الصفة القطرية بأنه صراع بين الفلسطينيين والصهاينة بل بين الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال فقط وإلغاء الحقوق العربية وخاصة بين الجولان ولبنان وغيرها.‏

هذا الواقع أدى بحكومة الكيان العنصري الصهيوني الاستيطانية إلى التعنت والاستمرار في عملية اغتصاب حقوق العرب متجاهلة كل صيحات وآراء الدول في العالم المؤمنة بعودة الحقوق لأصحابها، بل زادت غطرسة ووقاحة، وأصبحت تفعل كل ما ترغبه بوقاحة وعلناً، فهي لا تريد دولة فلسطينية بل دولة يهودية، عنصرية، وهي لا تريد إيقاف الاستيطان بل توسيعه ولا تريد عودة اللاجئين بل تطرد ما تبقى من الفلسطينيين، ولا تريد الحفاظ على عروبة القدس بل إلغاء الطابع العربي وتهويده وتدمير المسجد الأقصى، هي تريد كل ما يدمر ويقتل ويلغي حق العرب في فلسطين في ظل مراوغة أميركية لتمرير الخدع على العرب لكي يتنازلوا عما تبقى لهم بل أصبحنا أمام واقع لم يعد لدى العرب ما يتنازلون عنه، فكل شيء أصبح تحت سيطرة هذا الكيان الإرهابي العنصري.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية