ابتســـام النبــــات والمــــاء
صفحة ساخرة الخميس 22-10-2009م لعلنا لا نجاوز المنطق إذا سلكنا النبات والماء في سلك الكائنات الحية التي تضحك وتبتسم.
إنك إذا استجمعت كامل أحاسيسك الدفينة ونظرت إلى نبات ظامئ وأنت ترويه بدفقات صغيرة متأنية من الماء الذي ينساب إلى أرضه الشققة من فرط الظمأ أمكنك أن تشعر بحسك هذا الشفيف آيات الرضا والفرح تترقرق على ورق هذا النبات وكأنه يبتسم لك تعبيراً عما أوليته من نعمة الري وحنان الرعاية.
والبحر في هدوئه إذا نظرت إليه والريح من حوله رخاء والنهر في جريانه إذا ما تابعت مسيره الوئيد الوسنان، راعك منهما رضا يتجسد في همهمة البحر كأنما يتغنى في وشوشة موج النهر وهينماته المرحة اللعوب كأنه يكتم ضحكة خافتة ندّت عنه ولكنك تسمعها مهما حاول إخفاءها وخرير الجدول موسيقا راقصة ضاحكة يعبر بها عن فرحه بقفزاته الغرير فوق صخور المجرى.
الشاعر أحمد عبد المجيد
سلسلة اقرأ- القاهرة
رحلة مع الظرفاء- 1976 - دار المعارف
|