وتضاف إلى هزائمهم المتكررة منذ احتلالهم هذا البلد قبل ثماني سنوات.
كما أن اعتراف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بأن تزويراً واسع النطاق قد حصل في الجولة الاولى، وأن المنظمة تعلمت درساً مؤلماً، وسوف تستبدل 200 مسؤول ممن تورطوا في عمليات التزوير، يشير بوضوح إلى أن المنظمة الاممية حاولت التغطية واخفاء الحقائق في البداية، وهذا يجعلها في موضع تساؤل حول مصداقيتها في التعامل مع المسائل الدولية، وخضوعها لحسابات ومصالح الدول الكبرى.
واليوم، الافغان مدعوون لجولة أخرى من الانتخابات في ظل وضع أمني يزداد تدهوراً ، وهمهم الاساسي لا ينصب على النتائج بل على انهاء الاحتلال، بينما تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها حكومة تحظى بالمشروعية والمصداقية تساعدها على الخروج من المستنقع الافغاني خوفاً من الانزلاق في حرب استنزاف طويلة لم يعد بمقدور « الناتو» تحمل تبعاتها حتى وان زاد عديد قواته أضعافاً.
وإذا كانت الجولة الاولى من الانتخابات قد عقّدت مهمة ايجاد الشريك الافغاني القوي القادر على ادارة شؤون البلاد، فإن الجولة الثانية لن تكون مختلفة، طالما أن هذه الانتخابات ستجري تحت الاحتلال، ووسط انقسامات سياسية حادة، وصراعات عرقية أنهكت هذا البلد طوال عقود.
لقد تجاهلت القوى الكبرى منذ البداية مصالح الافغانيين وشنت الحرب وفقاً لمصالحها الخاصة، طمعاً ببسط نفوذها على هذه البقعة من العالم، وتراجعت فيما بعد عن وعودها للنهوض بهذا البلد واعادة اعماره، وحولته ساحة للقتال وتصفية الحسابات، وحان الوقت الآن لتتضافر الجهود الدولية لحل مشكلاته واعطاء الشعب الافغاني فرصة لحل خلافاته دون أي تدخلات خارجية.