تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المناورات الإيرانية الجديدة ورسائل الردع والسلام

متابعات سياسية
الأحد 28-12-2014
محرز العلي

بدأت إيران مناورات كبيرة وهامة منذ يوم الأربعاء الماضي وتستمر لمدة أسبوع يشارك فيها 13 ألف جندي من كافة الوحدات البرية والبحرية والجوية

وعلى مساحة تقدر 2,2 مليون كيلو متر مربع وتمتد من شرق مضيق هرمز إلى بحر عمان ومن المحيط الهندي وحتى جنوب خليج عدن حيث تعد الأكبر من نوعها من حيث عدد الجنود المشاركين والمساحة التي تغطيها هذه المناورات الأمر الذي يعطي انطباعا عاما بان المناورات ستختبر جاهزية كافة الوحدات القتالية في الجيش الإيراني ومدى استعدادها للتصدي لأي عدوان خارجي وبالتالي إظهار إمكانية الجندي الإيراني في استخدام التكنولوجيا الحديثة والتي غالبا ما تكون صناعة محلية .‏

المناورات الإيرانية الجديدة تحمل اسم مناورات محمد رسول الله وتحمل رسالة محبة وسلام ووحدة بين المسلمين وهي إذ تأخذ هذا الطابع العام السلمي انما تعطي رسالة واضحة لدول الجوار والأصدقاء أنها ليست موجهة ضد شعوب المنطقة ولا توجد أي نوازع من شأنها زيادة التوتر في المنطقة إنما جاءت لتعزز الموقف الإيراني المناصر لقضايا المنطقة العادلة ورفض هيمنة الدول الاستعمارية ومحاربة الأذرع الإرهابية للقوى الاستعمارية التي تريد شرا بالمنطقة وشعوبها حيث تستخدم هذه القوى التنظيمات الإرهابية لنسف استقرار المنطقة وإضعاف شعوبها وبالتالي فرض الاملاءات التي تحقق مصالح القوى الغربية الاستعمارية والكيان الصهيوني على حساب مصالح واستقرار الشعوب ما يعني ان المناورات جاءت لتؤكد قوة إيران وثباتها على مواقفها العادلة من الأصدقاء وشعوب المنطقة وعدم الخضوع للضغوط الخارجية من أجل ثنيها عن مواقفها المحبة للسلام وسعيها لإحقاق الحق عبر دعم القضايا الإقليمية العادلة وهذا ما عبر عنه قائد الدفاع الجوي الإيراني بالقول إن المناورات لها مهمتان أحداهما للأصدقاء وهي كالنسيم العليل لجميع الأصدقاء وفي ذلك رسالة واضحة على ثبات الموقف الإيراني من الأصدقاء وقضاياهم العادلة وأن المناورات تأتي لتؤكد القوة العسكرية التي تدعم الموقف السياسي للقيادة الإيرانية في هذا الشأن .‏

تعتبر المناورات الإيرانية الجديدة فريدة من نوعها في الشرق الأوسط من حيث عدد الجنود المشاركين فيها والمساحة التي تشغلها وقوة القوات المشاركة فيها والأسلحة الحديثة التي يتم استخدامها لأول مرة لمواجهة عدو مفترض وبالتالي اختبار القدرات الإيرانية والجاهزية القتالية العالية والتدريب على التكتيكات لمواجهة التهديدات الإرهابية والجماعات التكفيرية وبالتالي الارتقاء باليات مواجهة العدو عبر استخدام التقنيات الحديثة من الأسلحة التي تمت صناعتها على يد العلماء الشباب الإيرانيين الأمر الذي يبرز قدرات وانجازات إيران في المجال العسكري وقد تجلى ذلك في استخدام القوات الإيرانية لأنواع جديدة من الأسلحة منها طائرات بدون طيار لجمع المعلومات عن مواقع العدو المفتوحة وصواريخ طوفان المضادة للدروع بواسطة المروحيات واستخدام صواريخ دهلاوية المصممة لضرب كل أنواع الدبابات المتطورة المزودة بدروع تفاعلية ،والذي يقاوم جميع أنواع الحرب الالكترونية للعدو بالإضافة إلى كون هذا النوع من الصواريخ يمكن حمله من قبل الأفراد الأمر الذي يجعل منه سلاحا فعالا جدا في الحرب ضد الدروع بالإضافة إلى ما صرح به العقيد رضا فاكي قائد وحدة الطائرات بلا طيار التابعة للقوات البرية من ان المناورات ستشهد استخدام سلاح جديد وهو طائرات انتحارية بلا طيار من طراز رعد وفق سيناريو حرب حقيقية وربما ستكشف الأيام الباقية من المناورات أسلحة حديثة أخرى ما يعني ان القدرات العسكرية الإيرانية في تطور مستمر وان إيران باتت قوة إقليمية على جميع المستويات وفي ذلك الرسالة الثانية أو المهمة الثانية للمناورات كما أطلق عليها قائد الدفاع الجوي الإيراني والتي قال عنها إنها ستكون كالصاعقة على الأعداء والموجهة بالتأكيد إلى أعداء الشعب الإيراني ولكل من تسول له نفسه الاعتداء على الأمن القومي الإيراني مفادها بان قوة الردع الإيرانية كبيرة جدا وقادرة على رد الصاع الصاعين والتصدي لأي عدو من أي جهة كانت .‏

لقد أكدت إيران من خلال سلسلة المناورات التي أجرتها خلال الأعوام الماضية ولا سيما بعد التهديدات الإسرائيلية وقوى الشر والعدوان بضرب المفاعلات النووية الإيرانية التي تستخدم للأغراض السلمية ومحاولة حرمان الشعب الإيراني من التكنولوجيا العلمية بالإضافة إلى نشر الإرهاب في المنطقة وتهديد امن واستقرار شعوب المنطقة قاطبة ان الأوهام والأحلام التي تعشش في نفوس وعقول قوى الشر والعدوان بإمكانية النيل من مصالح الشعب الإيراني هي مجرد اضغاث أحلام وما وصل إليه الشعب الإيراني من تطور في المجال العلمي والعسكري والقدرات التي يتمتع بها الجيش الإيراني وبمختلف صنوف الأسلحة البرية والجوية والبحرية كفيلة بحماية منشآتها ومصالحها ولا يمكن ان تتنازل قيد أنملة عن أي حق من حقوق الشعب الإيراني في كافة المجالات ولا سيما الاستفادة من كل أنواع التكنولوجيا التي تحقق تطلعات الشعب الإيراني في بناء مستقبل زاهر لكل الإيرانيين ويساهم في امن واستقرار المنطقة .‏

mohrzali@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية