تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأردن وأدواره في المنطقة .. ورقة أميركـية أخرى

متابعات سياسية
الأحد 28-12-2014
فؤاد الودي

بدعوة الأردن عبر مليكه إلى تشكيل تحالف (عربي إسلامي) لمحاربة الإرهاب - طبعاً تلك الدعوة حملت الكثير من التساؤلات المشروعة وإشارات الاستفهام لجهة توقيتها المتأخر جداً

ولجهة مصدرها الذي يعتبر احد الداعمين الأساسيين للإرهاب في المنطقة - يكون الأخير قد قرر الانتقال إلى موقعه ودوره الجديد الذي أعلن عنه في وقت سابق وعلى لسان مليكه الذي قال خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأميركية في الخامس من الشهر الجاري:( إن جهود الأردن في إطار التحالف الأميركي لمحاربة الإرهاب سترتفع وتيرتها في المرحلة المقبلة وأن الأردن سيلعب دوراً جديداً في مواقع أخرى في القريب العاجل).‏

ذلك الدور الذي يتطلب وبحسب التطورات والتغيرات الميدانية والسياسية نوعاً من العملانية والمتابعة والتنفيذ بشكل مباشر على الأرض بعيداً عما كان يجري في السابق، حيث كان الأردن يتخفى خلف الصمت تارة والغموض تارةً أخرى، فيما كان العملاء والأدوات على الأرض ينفذون كل الأدوار والمهام الموكلة إليهم عن بعد سواء بواسطة أمر العمليات الأميركي أو بواسطة غرفة العمليات الأميركية الأردنية المشتركة، وهذا الدور الجديد ونظرا لخطورته الشديدة وحساسيته المفرطة يحتاج إلى ستار من نوع مختلف وعنوان من نوع مختلف أيضاً و ربما إلى قيادة من نوع أخر بواجهة تدغدع المشاعر وتخدع الرأي العام العربي والإسلامي وتمنع عليه في نفس الوقت رؤية واستقراء ما يجري خلفها – طبعا هذا لا يعني تفكيك التحالف الأميركي القائم بل إن ذلك من شأنه أن يعزز نشاط و دور هذا التحالف في الولوج أكثر إلى عمق المنطقة وتنفيذ مخططاته ومؤامراته.‏

دون الغوص في التحليلات والتأويلات التي قد تغرقنا معها أحياناً في التفاصيل المكرورة والممجوجة فإن المقاربات الأولى لهذا التصريح خاصة إذا عطفناه على تصريحات سابقة لوزير الخارجية الأميركية جون كيري تحدث فيها عن تحالفات جديدة لمحاربة الإرهاب في المستقبل القريب بين إسرائيل ودول عربية، توضح أن الأردن قد قرر الانتقال الى مرحلة العلنية في أدواره التي لطالما كانت تجري خلف الكواليس و التي لطالما صاحبها الغموض والتعتيم الكثيف و الكثير من المحاولات البائسة لتشتيت الرأي العام الأردني والعربي والإقليمي عن حقيقة تلك الأدوار الغامضة سواء أكان ذلك عبر التهرب من الأسئلة والمحطات المحورية والفاصلة، أو عبر اتباع سياسة التباين والتناقض والغموض الممنهج في التصريحات والمواقف ، تلك السياسة التي تعلمها الأخير من الولايات المتحدة الأميركية و التي اتبعتها بدورها واستخدمتها بكثافة و زخم خلال الفترة الماضية للتغطية عن العجز والفشل أحياناً و لتمرير مزيد من المخططات والمؤامرات مع حلفائها في أحايين كثيرة – نشير في هذا السياق إلى تصريحات الملك الأردني المتناقضة والغامضة في واشنطن التي أكد فيها أن الضربات الجوية ضد داعش رغم أهميتها لن تستطيع وحدها أن تهزمه، مناقضاً ذلك بالقول :(لا أريد لأي شخص أن يظن أن أي طرف من التحالف يتحدث عن إرسال قوات برية !!.‏

باختصار إن الدور الجديد للأردن وبحسب التسريبات والتحليلات الاميركية التي أعقبت تصريح الملك الأردني يتمثل حالياً بالزج بالأردن بشكل مباشر الى ساحة الحرب كورقة أخيرة للولايات المتحدة الأميركية تريد استثمارها قبل نفاد الوقت الذي يسير في عكس مصالحها وحصول ما تتوقعه من انقلاب في موازيين القوى سواء في الميدان السوري أو في الميدان الدولي عموماً.‏

على هذا النحو يمكن فهم حقيقة الدور الأردني الجديد بأنه تصعيد جديد و إذكاء للنار المتقدة أصلاً على أكثر من جبهة .. لكن السؤال الذي يطرح في هذا السياق ، هل الأردن قادر بعد الان على تحمل فاتورة هذا الدور الجديد إن حصل فعلاً ؟، وهل الأردن قادر على الوقوف في وجه تداعيات تبعيته المفرطة لأميركا؟، وهل هو قادر على تحمل ارتدادات الإرهاب وردات فعله التي قد تضرب في العمق الأردني كما تضرب حالياً في العمق الأوروبي؟ .. الجواب نتركه للشعب الأردني الأصيل ولمليكه الغارق بدماء الشعب السوري .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية