تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التمييز العنصري يهز عرش أميركا

عن .الواشنطن بوست
متابعات سياسية
الأحد 28-12-2014
ترجمة:وصال صالح

يعتقد الأميركيون على نحو متزايد أن قضية التمييز العنصري العرقي هي من أكبر القضايا و أكثرها أهمية في البلاد ،

حيث للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين من الزمن يعتقد أكثر من شخص من بين عشرة أشخاص أن قضية التمييز العنصري هي من بين أهم القضايا التي تواجهها البلاد ، هذا وفق الاستطلاع الجديد للرأي الذي أجرته مؤسسة غالوب و كشف الاستطلاع أن 13 بالمئة من الأميركيين يعتقدون أن العلاقات العرقية و ظاهرة التمييز العنصري هي من أهم المشاكل التي تواجهها الولايات المتحدة مقارنة مع الهم الاقتصادي الذي سجل نسبة 13 بالمئة و البطالة 8 بالمئة و الهجرة 7 بالمئة و الإرهاب 2 بالمئة و من بين الأشياء الكثيرة الأخرى احتلت العلاقات العرقية أي مشكلة التمييز العنصري المرتبة الثانية وفق استطلاع غالوب .‏

في الواقع الشيء الوحيد الذي يسميه الكثير من الناس مشكلة هو عدم الرضا العام ويستشهد الكونغرس و السياسيون مع 15 بالمئة من الناس بذلك و قد تصاعد القلق بشأن مسألة التمييز العنصري بشكل غير متوقع مع خروج ثلاثة احتجاجات متتالية واسعة النطاق عمت أنحاء البلاد على خلفية مقتل مايكل براون و هو رجل أسمر أعزل على يد ضباط الشرطة و إيريك غارنر الذي مات على خلفية شجار خلال فصل الصيف و كان آخر جملة تلفظ بها « لا أستطيع التنفس » يضاف إلى ذلك المزيد من القرارات الأخيرة لهيئة المحلفين الكبرى في ولاية ميسوري و نيويورك و التي برأت الضباط المعنيين من الأمر ، بالإضافة إلى ذلك تصاعدت الاحتجاجات بعد مقتل فتى أسمر أيضاً في الثانية عشر من العمر يدعى تامر رايس في ولاية أوهايو بسبب طلق ناري من قبل ضابط شرطة أبيض كان يلعب بالمسدس ، حوادث القتل هذه و المظاهرات التي تلت انفجار القضية العرقية و معاملة ضباط الشرطة باتت على ما يبدو أحدث التقليعات التي تميز المجتمع الأميركي في كل مكان ما دفع إلى طرح هذه القضية و مناقشتها على صفحات الفيسبوك و موائد العشاء في جميع أنحاء البلاد و تزامن هذا بالاهتمام المتزايد بأخبار المظاهرات و الحديث الدائر عن وحشية ضباط الشرطة ، و قد كشفت دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث مؤخراً أن واحداً من بين كل ثلاثة أميركيين قالوا أنهم يتابعون عن « كثب » هذه الاحتجاجات .التي سيطرت على الأخبار لا سيما بعد أسابيع فقط على احتجاجات فيرغسون التي أعقبت مقتل مايكل براون في أيلول .‏

و كشف استطلاع غالوب أيضاً أن 22 بالمئة من غير البيض و 9 بالمئة من البيض يعتقدون أن قضية التمييز العنصري هي مشكلة حقيقية باتت تهدد المجتمع الأميركي مع ذلك تظل هذه النسب بعيدة إلى درجة كبيرة مقارنة مع ما شهدته حقبة حقوق الإنسان عام 1963 حيث وصلت نسبة من يعتقد أن العلاقات العرقية آنذاك هي المشكلة الأكبر في البلاد إلى 52 بالمئة و شهد عام 1970 و 1992 اندلاع مظاهرات على خلفية مقتل رودني كينغ و هو عامل بناء في لوس أنجلوس بعد تعرضه للضرب على يد الشرطة بعد مطاردته بسيارة ما اضطر ضباط الشرطة لاعتراف بمسؤوليتهم عن الحادثة ، غير ان الرئيس الأميركي باراك أوباما قلل من شأن هذه المظاهرات» الملونة » وذلك خلال زيارته نهاية هذا العام حيث قال في مؤتمر صحفي أن الأحداث الأخيرة كشفت عن الوعي المتزايد عند طيف واسع من الناس غير أن الرياح تجري بما لا تشتهي سفن أوباما و لم تتوقف وتيرة المظاهرات و هي ما تزال مستمرة و الدليل على ذلك ما شهدته ولاية مينيسوتا حيث أغلق 1500 شخص من المتظاهرين ضد عنف الشرطة يوم السبت الماضي الجزء الأسفل من «مول أوف أميركا » و هو من أكبر مراكز التسوق في البلاد ما أسفر عن اعتقال 25 شخصاً و ذلك قبل عيد الميلاد بينما الناس يستعدون للاحتفال بالعيد وشراء الهدايا و هتف المتظاهرون « لا تطلقوا النار » مشيرين إلى إطلاق النار الذي أودى بحياة مايكل براون على يد الشرطة في ولاية ميسوري و « السود لا يستطيعون التنفس بينما نحن نخرج للتسوق » في إشارة منهم إلى وفاة إيريك غارنر خنقاً في نيويورك و يرى مراقبون أن ما يجري ليس إلا غيض من فيض و أن الأيام القادمة حبلى بالمفاجأات و التمييز العنصري بادي من تسمية البيت « الأبيض ».‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية