في سباق مع الزمن هربا من ربيع أميركي وغربي ستتآكل فيه الطبقات المهيمنة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية والتي عبرت عن جهل فاقع في العمليات السياسية في العالم ولم تكن أكثر من طبقات إدارة شؤون عامة تتفشى فيها الرشوة والفساد على غرار ما عبرت عنه رئيسة معهد مكافحة الرشوة في السويد هيلينا سندن بعد الانتخابات البرلمانية في أيلول الماضي.
الطبقات الحاكمة في الغرب تتمتع بأساليب مواربة من أجل الاستمرار بالتسلط وتضليل الرأي العام عبر الإعلام وهي دائما على أهبة الاستعداد للهرب من خريفها ولكن ليس نحو الربيع، لأن الربيع ممنوع عندها بل هي تصدره إلى الدول الأخرى لبث الفوضى.
وفي الداخل الغربي كان يجب بث الفوضى الناعمة لكسر إرادة الشعوب فيه، بدءاً من فتح باب هجرة السوريين إلى كل دول أوروبا، وعدم محاسبة أي مهاجر سوري غير شرعي أليها، في حين يُعاقب أي أجنبي من أي جنسية أخرى إلا إذا حصل على وثائق مزورة من مافيات حول العالم يدعي فيها أنه سوري. وأيضاً تحريك الكراهية للمسلمين، وافتعال أحداث أمنية في أكثر من مكان في أوروبا، ففي هولاندا هناك من يريد طرد المسلمين، وفي ألمانيا ثمة من يتظاهرون كل يوم إثنين للتعبير عن كرههم للمسلمين. وحوادث أمنية متفرقة في أكثر من دولة غربية: في فرنسا، الجيش الفرنسي بدأ بالانتشار لحماية أمن المرافق العامة الفرنسية بعد الهجمات الدامية الثلاث بأوامر من رئيس حكومتها مانويل فالس. علماً أن الإرهاب والتطرف فرضا صعوبات ليس على المسلمين فحسب بل على المسيحيين وكل الديانات الأخرى في العالم.
فالفوضى إذاً هي من أجل استمرار فرض حكام غير ديمقراطيين على شعوب الغرب وتطويعهم بسياسة الفوضى الناعمة والاستمرار بدعم الأنظمة الخَرِفَة في الخليج والتغطية على الانسحاب من أفغانستان، إضافة إلى حرب اقتصادية على روسيا لإخضاعها لمتطلبات الإمبراطورية الأميركية بضرب أسعار النفط، وحرب على محور المقاومة لتقسيم دوله بإقامة مناطق عازلة تخدم الفوضى المنظمة والكيان الصهيوني والتغطية على الدعم الغربي لداعش وأخواتها في المنطقة.