كثير من الحزن و ربما قليل من الفرح على مساحة نفوسنا و رقعة وطننا ، و طقوس للاحتفال بعام جديد و وداع آخر يحزم حقائب الرحيل لونتها أعوام أزمة بوشاح من ألم ، فلم تدع مجالاً لإطلالة الفرح من شرفات منازلنا أو التدلي من نوافذنا التي باتت تخجل من إعلان البهجة و ممارسة الفرح ، فلملمت زينتها و أضواءها منذ أربع سنوات و أودعتها خزانة الانتظار لفرج قريب يجمع أبناء الوطن في عيد لا ينغصه حزن أمهات على رحيل أبناء أو خيبة نازح عن دفء منزل أو انكسار مهاجر عن جغرافية وطن ..
عد تنازلي للرحيل تخترق صمت فراقه دقات قلوب مترقبة أنهكتها حرب ظلمت وطناً .. لتختلط شموع الاحتفال بشموع تبدد ظلمة الليالي المرتجفة برداً و جوعاً و قهراً ، كما تمتزج تراتيل العيد بدعوات لجوجة لخلاص قريب لأم كبيرة ما زالت رغم الجراح تحض أبناءها تحت عباءتها و علمها و نشيدها ..
مرغمون التسلح بكثير من الأمل و نحن على مشارف عام جديد .. كلام ما زلنا نكرره منذ بداية أزمتنا و عند كل إطلالة عيد لم يعد يعرف طريقه إلى بيوتنا ، و لا إلى نفوس أطفالنا الذين عايشوا ألم أزمة فكبروا على الألعاب ، و لم تعد تتسع لقاماتهم القصيرة ساحات الملاهي ، و لا ترضي أحلامهم الكبيرة الهدايا الصغيرة المعقودة بالشرائط الحمراء ..
أيام قليلة تفصلنا عن قادم جديد يطل برأسه على خجل من طموحاتنا و أحلامنا السورية الكبيرة .. فهل سيكون عاماً جديداً أم خيبة مديدة .. هل ستتكفل أيامه ببلسمة جراح وطننا أم ستزيدها جرحاً نازفاً أطفالاً و شباباً و آمالاً منكسرة .. هل سنتغرب عن واقع راهن مأزوم بشراء أحلام متواضعة لوطن آمن و لو كان على خارطة عالم ثالث .. و بيت دافئ و لو كان وراء البحار .. أحلامنا صغيرة فهل ستحققها روزنامة العام القادم ؟