تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كثير من الأمل

عين المجتمع
الأحد 28-12-2014
منال السمّاك

وريقات صغيرة تتأرجح مرتجفة على روزنامتنا مترقبة رحيلاً وشيكاً ، لقد أزف الفراق لعام حمل شتى أنواع المشاعر المتضاربة..

كثير من الحزن و ربما قليل من الفرح على مساحة نفوسنا و رقعة وطننا ، و طقوس للاحتفال بعام جديد و وداع آخر يحزم حقائب الرحيل لونتها أعوام أزمة بوشاح من ألم ، فلم تدع مجالاً لإطلالة الفرح من شرفات منازلنا أو التدلي من نوافذنا التي باتت تخجل من إعلان البهجة و ممارسة الفرح ، فلملمت زينتها و أضواءها منذ أربع سنوات و أودعتها خزانة الانتظار لفرج قريب يجمع أبناء الوطن في عيد لا ينغصه حزن أمهات على رحيل أبناء أو خيبة نازح عن دفء منزل أو انكسار مهاجر عن جغرافية وطن ..‏

عد تنازلي للرحيل تخترق صمت فراقه دقات قلوب مترقبة أنهكتها حرب ظلمت وطناً .. لتختلط شموع الاحتفال بشموع تبدد ظلمة الليالي المرتجفة برداً و جوعاً و قهراً ، كما تمتزج تراتيل العيد بدعوات لجوجة لخلاص قريب لأم كبيرة ما زالت رغم الجراح تحض أبناءها تحت عباءتها و علمها و نشيدها ..‏

مرغمون التسلح بكثير من الأمل و نحن على مشارف عام جديد .. كلام ما زلنا نكرره منذ بداية أزمتنا و عند كل إطلالة عيد لم يعد يعرف طريقه إلى بيوتنا ، و لا إلى نفوس أطفالنا الذين عايشوا ألم أزمة فكبروا على الألعاب ، و لم تعد تتسع لقاماتهم القصيرة ساحات الملاهي ، و لا ترضي أحلامهم الكبيرة الهدايا الصغيرة المعقودة بالشرائط الحمراء ..‏

أيام قليلة تفصلنا عن قادم جديد يطل برأسه على خجل من طموحاتنا و أحلامنا السورية الكبيرة .. فهل سيكون عاماً جديداً أم خيبة مديدة .. هل ستتكفل أيامه ببلسمة جراح وطننا أم ستزيدها جرحاً نازفاً أطفالاً و شباباً و آمالاً منكسرة .. هل سنتغرب عن واقع راهن مأزوم بشراء أحلام متواضعة لوطن آمن و لو كان على خارطة عالم ثالث .. و بيت دافئ و لو كان وراء البحار .. أحلامنا صغيرة فهل ستحققها روزنامة العام القادم ؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية