تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأدوات المتبدّلة !!

حدث وتعليق
الأحد 28-12-2014
فؤاد الوادي

تجيد واشنطن استغلال اللحظة واقتناص الفرص واختلاق الذرائع ونسج وحياكة المؤامرات لتنفيذ أهدافها وغاياتها،

وتجيد بالتوازي سياسة التخلي عن حلفائها وأدواتها والدفع بهم الى حافة الهاوية عندما تجد نفسها محشورة في عنق الزجاجة.‏

انطلاقاً من ذلك فإنه يمكن لأي متابع رصد الأيدي الخفية الأميركية خلف كل ما يجري خلف الكواليس وأمامها من تحركات ومؤامرات وخطط، وتوقع ما لا يتوقع، كأن تتخلى الولايات المتحدة عن أقرب حلفائها وأدواتها وتستبدلهم بحلفاء وأداوت أشد تأثيراً وقوة على الأرض، وخاصة في هذا التوقيت تحديداً، حيث تقف الولايات المتحدة وتحالفها المتصدع عاجزة عن تحقيق أي تقدم على الأرض يخولها لاستعادة زمام المبادرة في معظم ملفات المنطقة، خاصة وهي ترى أن البساط يُسحب من تحت قدميها لصالح الدولة السورية وحلفائها، وهو الأمر الذي يستوجب منها تدخلاً عاجلاً لتغيير خارطة الاشتباك عبر الدفع ببيادق جديدة إلى رقعة المعركة، شرط أن تكون تلك البيادق مؤثرة على الأرض كما أسلفنا، بالإضافة إلى أن تكون الفريسة الأسهل والحلقة الأضعف بالنسبة لأميركا في حال قررت الأخيرة التضحية بها وجعلها كبش فداء للمشروع الأميركي في المنطقة.‏

انطلاقاً من ذلك فإن تخلي واشنطن عما يسمى ميليشيا (الجيش الحر) واستبدالها بما يسمى (جبهة النصرة) الإرهابية بحسب ما نقلته الصحف الغربية يدخل في هذا المنحى وهذا السياق على قاعدة إن الغاية تبرر الوسيلة حتى لو كانت قذرة، فكيف إذا كانت الغاية أيضاً قذرة.‏

ماهو مؤكد إن الولايات المتحدة الأميركية تسعى الآن جاهدة لتغيير قواعد اللعبة على الأرض بهدف إعادة التوازن والحياة إلى مشروعها الاستعماري الذي غزا التصدّع والتفكك أركانه الأساسية، ما يفرض على الإدارة الأميركية التخلي عن كل العناصر المريضة والضعيفة، على قاعدة التخلص من كل الحمولات الفائضة، والدفع بعناصر جديدة إلى الحلبة تكون أقدر على تحقيق نتائج أفضل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية