فالأعياد فرح، وتلاق، ومحبة، وأمل، وتوق للمستقبل الجميل في حياة الأفراد والأوطان..ولكن.. ليكن فرحنا، فرح الأقوياء المؤمنين بالغد، الواثقين من انتصار الوطن..
الحزن هزيمة، وغرق في وحل اليأس..
الشعوب التي تعشق الحزن تظل مستكينة، مهزومة..
لا تقوى على النظر نحو المستقبل.. لأن المستقبل مسدود أمامها..
تظل قلوبها متشققة بالحزن..
وعيونها بحيرة من دمع، ودم..
فهل نحن السوريين هكذا ؟!
الحياة بطبيعتها لاتعطي نفسها للضعفاء..
الحياة كامرأة، لاتحب الجبناء..، ولا تعطيهم روحها..
من خاصية شعبنا.. عدم الرضوخ للحزن، والوجع،
ولو كان سكين الدم يغوص في عميق القلوب..
ما الذي يعنيه زغردة أمهات الشهداء،
وهن يستقبلن جثامين أبنائهن.... أليست إرادة القوة..
والإيمان بعظمة الهدف؟!!
العالم كله مدهوش بعظمة الأمهات السوريات الرائعات..
تصوروا لو أن الآية معكوسة..
الامهات السوريات يولين مهزومات..
سيكون هذا مؤشرا لموت وطن يحيا بشجاعة أبنائه..
في زغردات أمهات الشهداء..
وأخواتهم
وزوجاتهم..
وأبنائهم..
عناوين لوطن قوي مقاوم، مصمم على الانتصار.
بن غوريون يوصي الصهاينة :
«استمرار العدوان على العرب..ليس لاحتلال أراض جديدة، وحسب..
وإنما لزرع الهزيمة فيهم.. بالهزيمة النفسية تقوى إسرائيل على الاستمرار..»
ويقول موشي ديان «كنا نريد من حرب الأيام الستة عام 1967هزيمة العرب نفسيا، فالهزيمة النفسية مقدمة لكل أنواع الهزائم»
رغم غزارة الدم النازف من أجسادنا.. أرواحنا متفتحة بالأمل والإيمان..
لنفرح نحن السوريين بكل أعيادنا..
فرح الأقوياء,,
وفرح المؤمنين بأوطانهم..
وبانتصار جيشهم..
يقول جندي قطعت ساقاه، ويده:
«يا أمي..لاتقتليني ببكائك..
أنا قوي بابتسامتك..
وقوي بقوتك ، ودعائك، وبروحك المزروعة في روحي»
يقول الجنرال شارل ديغول لعبد الناصر:
«يوم احتل الألمان باريس، عرفت أننا سننتصر على الاحتلال..
لأن شعب باريس لم تمت فيه روح الفرح، والأمل بالانتصار..
إن شعبا تنهزم روحه..لا تستطيع قوة في العالم أن تهزمه..»
أراها اليوم فرصة لأن أقول:
«إلى كل السوريين.. الشرفاء..
إلى كل أفراد قواتنا المسلحة..
إلى جرحانا..
وشعبنا في المساجد والكنائس، وخنادق الصمود..
«عيد مجيد..
وكل عام وانتم..
والوطن
وشعب الوطن..
وقائد الوطن بخير