وتراقب مرة عن بُعد، ومرات عن قرب رد الفعل الناتج عن ركل تلك الكرات، والأهداف التي ستتحقق، بعدها تضع أجنداتها وخطواتها المستقبلية، وتحاول قدر الإمكان الإحاطة بتفاصيل المشهد كي يتسنّى لها تحريك اللاعبين الأساسيين والاحتياط دون أي عوائق.
واشنطن اليوم رمت بكرة إرهابها في الملعب التركي، وأوعزت لنظامه برمايتها، بعد أن زوّدته بالمرتزقة التكفيريين الذي يحتاجه، لكي تضمن نتائج مرضية، وها هو يقوم بالدور الذي أوكلته له على أكمل وجه، وجرائم القتل والسلب والنهب التي يرتكبها بحق الأهالي وممتلكاتهم شمال شرق سورية تشهد على همجيته، في الوقت الذي تحشد فيه إدارة ترامب من جديد ما يسمى بدول التحالف لحملهم على قراءة أدوارهم من جديد لتمثيل سيناريو محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي الذي تروّج لعودته، ومخاطر انتشاره المزعومة في بعض المناطق، بينما حقيقة اجتماعهم في العاصمة الأميركية سوف يخصص للبحث عن ذرائع جديدة لإدامة الاحتلال الأميركي تحت مسمى «محاربة داعش» بعد العمل على إحيائه مجدداً في محاولة لإعادة الأمور إلى نقطة الصفر، وعرقلة التطورات على الصعيدين الميداني والسياسي، من أجل إنقاذ الإرهابيين الذين تفرقت صفوفهم وتقهقرت عصاباتهم.
على وقع مناورات أميركا وعملائها وأتباعها في تركيا وبعض الدول «العربية» المرتهنة للغرب يواصل الكيان الصهيوني عربدته واعتداءاته ضد محور المقاومة، في محاولة يائسة لإنقاذ المجموعات التكفيرية التي تحرص على تنفيذ سياساته، وترعى مصالحه وتعمل جاهدة لإنجاح مشاريعه التوسعية وأهدافه الاستعمارية، لأن ذلك في النتيجة يخدم المشروع الأميركي الأكبر، والذي يريد حكام البيت الأبيض من ورائه السيطرة على المنطقة، وجعلها مرتكزاً لأعمالهم العدوانية، من خلال الاتكاء على كيان موازٍ لكيان الاحتلال الإسرائيلي.
ما يجري في المنطقة سوف تحدد أسسه وحيثياته المقاومة، وسوف ترسم خطواته واحدة تلو الأخرى، وسوف تتخذ القرارات الصائبة التي تصبّ في إدارة هذه المرحلة الأخيرة من عمر الحرب الإرهابية، وذلك عبر فرض وتثبيت قواعد اشتباك جديدة، تخرج منها منتصرة، في الوقت الذي لن تجني الأطراف التي رعت الإرهاب سوى الخيبة والهزيمة، وتكون أوهامها من حرب السنوات العشر التي شنتها على سورية ذهبت أدراج الرياح.