نغمات عدم إيفاء إدارة ترامب بتعهداتها للص التركي بمساحات يقتطعها من الأرض السورية كانت وما زالت كل ما يريده أردوغان من وراء الحرب الشرسة التي أجج نار إرهابها لسنوات، ليصطاد في عكر الفوضى الإرهابية ويلتقط وهم التوسع الاحتلالي الذي لا يفارق ذهنيته العدوانية.
وليكتمل مشهد الادعاء بأن جبلاً من جليد يغلف قشرة العلاقات التركية الأميركية، وأن صخرة العقوبات الأميركية المزعومة تجثم على صدر الانتهازي التركي وتقيد تحركاته العدوانية في الجزيرة السورية، خاصة بعد حلقات عدة من مسلسل النقد الأميركي لعربدة أردوغان العدوانية ووصفه بالأحمق من ترامب داعم إرهابه ومطلق عنان إجرامه لاستهداف أكثر أدوات أميركا طواعية وتنفيذاً لأجنداتها الاستعمارية لسنوات عديدة من عمر الحرب التي شنتها على سورية والتي جرى تعويمها على سطح مشهد الرياء الدعائي باستعراض سخيف لكلا المنغمسين حتى أذني إرهابهما في عذابات السوريين.
تتشابك الخيوط التآمرية وتتوحد النيات الاستعمارية في كل ما نلحظه من حراك سياسي يجمع الذيل التركي برأس الأفعى الأميركية، وميداني عدواني في الشمال الشرقي السوري، فالجليد الذي أُريد له لفترة زمنية محددة تغطية متانة العلاقات البينية وحجب التقاء الرؤى الاستعمارية عن العيون الدولية، خاصة أن ما يقوم به أردوغان من فعل عدواني بضوء أميركي، أذابته نار غاياتهما الاستعمارية التي تكشفت حتى للأميركيين أنفسهم من معارضي نهج ترامب المتهور ورعونته السياسية فرفعوا في وجهه بطاقة العزل، وأدخلوه في دهاليز مظلمة لا يعرف كيفية الخروج من سراديب اتهامه وإدانته داخلياً، ما أجداه نفعاً فيها إعلانه الاستعراضي بالنصر على دواعشه ولا حتى مزاعمه بقتل البغدادي، ولا حتى تلويحه ببطاقة تأمين استثمار لشركات أميركية بالنفط السوري الذي أعلن على الملأ الدولي نيته سرقته.
المشهد الذي جمع ترامب بأردوغان صارخ في فجاجته ومتخم بالفجور الوقح ليتصافح مجرما الحرب في مشهد تواطئي تعزيزاً لتعاون إرهابي وتوقيعاً لصفقات قذرة تفوح منها رائحة التآمر على المنطقة، ما يؤكد أن واشنطن لم ترمِ ذيلها بعد، فما زال في جعبتها مخططات شيطانية، وما زال أردوغان مطية سهلة لتنفيذ الرغبة الأميركية.
لكن يغيب عن ذهنية المتورمين إرهاباً أن كل ما يحوكانه من خيوط تآمرية مقصها سوري، فلينتظرا القادم الميداني المعلن من تحرير وحسم للشمال والجزيرة في الروزنامة السورية والذي لن يطول توقيته الزمني.