صحيح أن الأحوال المعيشية صعبة جداً ولكنها لم تصل بعد إلى المرحلة الزفتية، وقد سمعت مواطناً آخر يحلم بوصول الزفت إلى قريته خلال اتصال له على برنامج خدمي، وبما أن هذا المواطن ما زال حياً (يرزق)، فليس من الإنصاف الإساءة للزفت وتشبيهه بأشياء بشعة.. فالحلم يبقى جميلاً على الدوام وإن لم يتحقق، كما هو حالنا مع الحلم الخاص بتحسين الأوضاع المعيشية..!!
واستطراداً لم تعد سيرة الزفت بالسيرة (المزفتة)، بل على العكس تماماً هناك من يبنون أحلامهم ــ وخاصة متعهدو الزفت ــ على مشاريع التزفيت، وكلما تمّ تزفيت طريق أو شارع أو أوتوستراد ينضم ثري جديد أو أثرياء جدد إلى القائمة (الزفتية) التي خلفتها الحرب.. وكل واحد منهم أكثر سعادة من الآخر..!!
وبالمناسبة، فقد نالت حارتي العشوائية جنوب العاصمة نصيباً وافراً من (الزفت) في السنوات الماضية بحيث تم تزفيت شوارعها عدة مرات، ولكن على طريقة الترقيع الاستراتيجي، بعد أن أُتخِمت بالحفريات والتعديات المختلفة، فكل مواطن وكل مسؤول يتخاصم مع زوجته يفش خلقه بالزفت، بحيث يصعب إحصاء عدد المطبات والحُفر والتعرجات التي تشكلت بسبب العملية (التزفيتية) المعتمدة..!!
وللمصادفة أيضاً، فإن حارتي تعيش اليوم مهرجانها الشهري للتزفيت الترقيعي، فالبلدية بدأت بالتزفيت فعلياً، ولكن ليس هذا ما يشغلني، بل النفوس التي تحولت إلى ما يشبه الزفت، عبر القطع العشوائي للطرقات والتغيير الارتجالي لمسارات السيارات والافتعال المتعمد للمشكلات مع العابرين، فعلى رأس كل شارع أو دخلة موعودة بالزفت حارس (لطيف) يقول لك (حذارِ الزفت)..؟!