ويضيف مكرنان: تبجح وجسارة وزير الداخلية التركي واضح حيث إن إعادة الإرهابيين إلى أوروبا ستشمل أولئك الذين أصبحوا عديمي الجنسية وغير معترف بهم من بلادهم، فتصريحات سليمان سويلو أن تركيا ليست فندقاً للإرهابيين الأجانب جاء بعد أدائهم لأدوراهم المرسومة لهم بدقة من قبل أردوغان وحزبه العدالة والتنمية المتطرفة في أصوله ووجوده.
ولم تقف صفاقة وزير الداخلية التركي هنا فقط.. يتابع مكرنان فهو يقول إن تركيا ستبدأ ترحيل أعضاء أجانب من تنظيم داعش الإرهابي وهم رهن الاحتجاز التركي إلى بلادهم ابتداءً من الأسبوع المقبل في امتعاض أنقرة مراراً من الدول الأوروبية لرفضها استرداد أي من الرعايا الأجانب الدواعش البالغ عددهم 1200 ارهابي.
وفي تعليقات سابقة، قال سويلو إن جهود الإعادة إلى الوطن الأم للدواعش الإرهابيين الأوروبيين ستشمل أيضاً الأفراد الذين ألغيت جنسيتهم الأوروبية وأصبحوا بلا جنسية، لأنه لا يمكن للدول الأوروبية أن تلغي فقط جنسية هؤلاء الإرهابيين السابقين وتتوقع من تركيا أن تعتني بهم، وقال هذا أمر غير مقبول بالنسبة لنا وتصرف غير مسؤول.
بنظر وزير الداخلية التركي أن اللوجستية السياسة للدول الأوربية لا تزال غير واضحة وهو يطالب بعض الدول بتقديم بيانات عن المسافرين لكل من الرحلات الجوية السابقة واللاحقة، وسابقاً يقول ماكرنان أن دونالد ترامب أبلغ الاتحاد الأوروبي أنه يتعين عليه استعادة مقاتلي تنظيم داعش الارهابي الـ800 الذين أسرتهم المليشيات المدعومة من الولايات المتحدة في سورية وتقديمهم للمحاكمة.
وجاءت دعوة الرئيس الأمريكي حينها في الوقت الذي يستعد فيه للمطالبة بنهاية تنظيم داعش الإرهابي في شمال غرب سورية بعد أن تم القضاء على التنظيم الارهابي ودحره من قبل الجيش العربي السوري، بينما عارضت بعض دول الاتحاد الأوروبي ما ذهب إليه الرئيس الأميركي وحليفته البديلة تركية ولاسيما بريطانية بينما لانت فرنسا قليلاً وقالت إنها تستعد لاستعادة «الإرهابيين الفرنسيين « السابقين، لكن المملكة المتحدة كانت أكثر مقاومة لافكار ترامب وأرودغان ورفضت عودة المقاتلين الإرهابين من دواعشها وقالت لا يمكنهم العودة إلا إذا طلبوا المساعدة من القنصلية البريطانية الموجودة في تركيا لأن التنظيم الارهابي يحتضر وهو ميت لا محالة.
وتقول حكومة المملكة المتحدة إنها تواجه معضلة، خاصة فيما يتعلق بزوجات أو أطفال المقاتلين الإرهابيين البريطانيين المنضمين لتنظيم داعش الإرهابي، وهو تحدٍ كبير لها إما لمحاكمة المقاتلين الإرهابين أو منعهم من القيام بأعمال إرهابية في وطنهم الام بريطانية، لأنهم إذا عادوا سيشكلون خطراً على أمن أووربا القومي.
ولم يتضح ما إذا كانت السياسة الاوروبية ستمتد إلى آين ديفيس، أحد الإرهابيين البريطانيين الذين قطعوا رؤوس الرهائن في سورية كجزء من الخلية الإرهابية سيئة السمعة المعروفة باسم «البيتلز»، حيث حكمت السلطات التركية على ديفيس بالسجن سبع سنوات ونصف في عام 2017 بعد اعتقاله في اسطنبول في عام 2015.
وقال شيراز ماهر، مدير المركز الدولي لدراسة التطرف في كلية كينجز كوليدج في لندن: «على المستوى العملي، لا أرى كيف يمكن للسلطات التركية فرض ذلك، أظن أن الحكومة البريطانية سترفض ببساطة الطائرات التي تحمّل هؤلاء الأفراد الأكثر إجراماً وتنكيلاً في تاريخ البشرية، ويُعتقد أن توبا جندال، وهي امرأة بريطانية تبلغ من العمر 25 عاماً والمسؤولة عن مهمة التجنيد لمصلحة تنظيم داعش الإرهابي عبر الانترنت قد تخلت عن التنظيم الإرهابي وباتت تفضح إجرامه وأعماله وتعاونه الوثيق من تركيا والولايات المتحدة الأميركية.
هذا وتخلّت أعداد كبيرة من المقاتلين الأجانب عن تنظيم داعش الارهابي محاولين دخول تركيا، مع انضمام اثنين من الرعايا البريطانيين على الأقل ومواطن أمريكي إلى الهجرة الجماعية التي تستنزف صفوف الجماعة الإرهابية.
وأكد ستيفان أريستيدو، من إنفيلد في شمال لندن بقوله لقد فر المئات من أفراد تنظيم داعش الارهابي بعد انهيار وسقوط تنظيم داعش الارهابي في سورية والعراق، البعض - لا يُعرف عددهم - يُعتقد أنهم هربوا مع أسرهم عبر الحدود إلى تركيا، واستسلم أريستيدو، الذي يُعتقد أنه في منتصف العشرينات من عمره، عند معبر كيليس في جنوب تركيا مع زوجته - التي قيل إنها بريطانية من أصل بنغلادش.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية والكومنولث في المملكة المتحدة البريطانية: «نحن على اتصال بالسلطات التركية بعد اعتقال رجل بريطاني على الحدود التركية السورية، حيث قد يواجه البريطانيون تهماً إذا تم تسليمهم إلى المملكة المتحدة، وقد يواجه أي مواطن بريطاني قُبض عليه بسبب قتاله مع تنظيم داعش الإرهابي تهماً بموجب قانون الإرهاب، الذي يحمل عقوبة قصوى بالسجن المؤبد، وسوف تقوم الشرطة تلقائياً بمراجعة قضايا العائدين من سورية أو العراق لتقييم مدى التهديد الذي قد يشكلونه والجرائم التي قد يرتكبونها.