بداية الفيلم كانت ناجحة جداً في نقل شعور الضجر الذي يعيشه كارل ألين (كيري) بعد ثلاث سنوات من انفصاله عن ستيفني حيث تمر عليه الليالي وحيداً يتابع أفلام الفيديو بعد أن أمضى يومه في البنك وهو يرفض أغلب الطلبات للحصول على القروض، إنه الرفض الذي يرافقه طوال يومه ويحول دون قيامه بأي شيء جديد يكسر روتين حياته المملة حتى إن الأمر وصل به إلى عدم حضور حفلة خطبة أعز أصدقائه، وهنا مع غضب صديقه كانت اللحظة الأكثر تأثيراً بعد أن سبقها لقاء بالمصادفة مع صديق آخر دعاه لحضور محاضرات بعنوان «نعم» وهكذا قرر خوض هذه التجربة ليلتقي تيرينس باندلي الرجل الملهم الذي يدفع الناس المنضمين إليه لقول «نعم» لكل فرصة في الحياة، والتوقف عن التفوه بكلمة «لا» وهذا بالضبط هو العهد الذي الزم «باندلي» كارل على قطعه أمام كل الحضور وإلا..
منذ هذه اللحظة تشعر أن الحيوية لم تدب في «كارل» وحده بل بك أنت أيضاً مع متابعة التطور الرهيب الذي يطرأ على حياته منذ أول كلمة «نعم» فالجائزة الأولى كانت لقاءه بأليسون (زوي ديسكانيل) وتتابعت الفرص والمكافآت إلى أن وصل الأمر إلى الـ FBI و جنون الإرهاب الذي تملك أميركا بعد الحادي عشر من أيلول، وبالتالي كان كارل هدفاً مقنعاً جداً فهو في رحلته مع «نعم» تعلم اللغة الكورية والطيران وتعرف عبر الانترنت على فتيات فارسيات فأضحى برأيهم ملائماً تماماً لتهمة إرهابي ،هذا مع ملاحظة أنه يحمل الاسم الأول لكارل ماركس!
ولكن المأزق لم يتوقف عند هذا الحد فأليسون مع اكتشافها لقصة «نعم» اعتبرت أن علاقتهما كانت أيضاً نتيجة لالتزامه الذي قطعه بشأن هذه الكلمة ولم تكن نتيجة رغبة داخلية.
الفيلم من إخراج بيوتون ريد وهو مقتبس عن قصة حقيقية كتبها عام 2005 الكاتب الكوميدي البريطاني داني ويليس ويروي فيها عن تجربته الخاصة خلال فترة أمضاها مع كلمة «نعم».