الشريط السينمائي ومقص الرقيب التلفزيوني
سينما الأثنين 6-4-2009 فؤاد مسعد يبدو أننا لم نصل بعد إلى قناعة أن الفضاء بات مفتوحاً على مصراعيه وأن ما لا نشاهده في هذه القناة قد نراه في أخرى ، وأن ما يتم قصّه أو إعادة منتجته لدى محطة يمكن أن يُعرض دون إمعان مقص الرقيب فيه في محطة أخرى ..
ربما هي معاناة يعيشها الشريط السينمائي لدى عرضه على الشاشة الصغيرة التي تنتهك في كثير من الأحيان خصوصيته وتُخضِعه لشرطها ضمن آلية مزاجية مجحفة لدرجة قد يظهر فيها الفيلم بشكل مضحك خاصة لمن سبق وأن شاهده كاملاً على قناة أخرى أو في صالة السينما فتضيع فكرته الأساسية ويتبعثر شكله الفني وكثيراً ما انتقد المخرجون ما تتعرض له أفلامهم عندما تؤطر ضمن الشاشة الصغيرة ، لا بل المفارقة أن القناة التي سبق أن عرضت فيلماً في وقت من الأوقات تعود لتحذف منه بعض المشاهد عندما تعرضه مجدداً وبذلك يُختزل زمنه وتضيع أحداثه .
والمصيبة أن الكثير مما يتم إنتاجه سينمائياً حالياً بات يأخذ بشروط الرقابات التلفزيونية لأن مآل الفيلم اليوم إلى الشاشة الصغيرة وربما بأسرع مما كنا نعتقد ، وإلا فما معنى أن فيلماً من إنتاج عام 2008 يُعرض على الشاشة الصغيرة بعد عام واحد على تاريخ الإنتاج ؟.. والسؤال ألا يشكل ذلك كله خطراً جديداً على السينما يُهدد بتفريغها وتسطيحها ؟.. fmassad@scs-net.org
|