يطمح هذا البحث بالبنيات الدالة على الحياة والموت إلى دراسة البنيات الدّاخلة في تكوين الخطاب الشعري, وهي بنيات متعالقة بالضرورة, تكشف عن رؤية صدر عنها الشاعر في خطابه, وهي رؤية ناجمة عن الجدلية القائمة بين طرفي الحياة والموت.
وجاء في مقدمة الكتاب: لمّا كان الشعر أو الفن عامة هو المرشح الأول للحديث عن أحلامنا بوصفها مزيجاً معقداً من الوعي أو اللاوعي معاً, من الحاجة والخوف والأمن والألم والسعادة والحزن, من الماضي بما فيه ومن الحاضر بكل همومه ومسرّاته, ومن المستقبل بكل مخاوفه وأمانيه, فقد كان لابد من الوقوف على إحدى التجارب الشعرية التي احتضنت ذلك المزيج المعقد, وهي تجربة فايز خضور الشعرية بما اتسمت به من فرادة ترتسم ملامحها في: امتداد هذه التجربة على مساحة عريضة من الزمن شهد المجتمع العربي خلالها تحولات كبيرة وطارئة في البنى السياسية والاجتماعية والتاريخية.
صدور هذه التجربة عن الهم الفردي للشاعر بوصفه ممثلاً لصوت الجماعة متماهياً فيها ومعبراً عنها.
تميز هذه التجربة بما تدخر به من عناصر ومقومات ثقافية ولغوية وجمالية متنوعة تعمل على إثارة الجدلية بين القديم والحديث, وتهدف إلى تصحيح الفكر وتعميق القيم القومية العربية.