تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


يدعمون الإرهاب باليمين ويزعمون مكافحته باليسار !!

متابعات سياسية
الاثنين 3-11-2014
 دينا الحمد

تواصل الولايات المتحدة الأميركية دعمها للحركات الإرهابية في المنطقة العربية وتقدم لها مختلف أنواع الأسلحة وتزودها بالمال عن طريق وكلائها في المنطقة ثم تدعي محاربتها واستنفار طائراتها لدك معاقلها في سورية والعراق

ما جعل العديد من رافضي سياستها هذه إلى وصفها بجملة واحدة وهي أنها تدعم الإرهاب وتسهم في تصعيد النزاعات في العالم وأنها تحارب ما نتج عن سياساتها وبالتالي فهي تدفع ثمن ذلك أكثر فأكثر من خلال ارتداد الإرهاب إليها .‏

لكن الذي غفلت عنه الولايات المتحدة والدول الغربية المتحالفة معها أنها تكرر أخطاءها التي ارتكبتها في الماضي حين مولت الحركات المتطرفة لمواجهة الاتحاد السوفييتي السابق مثل طالبان وتنظيم القاعدة ثم سرعان ما بدأت بمطاردتها حين خرجت عن إرادتها واتبعت لاحقاً سياستين مزدوجتين الأولى ملاحقة بعض هذه التنظيمات والثانية تصنيع المزيد منها لاستخدامها .‏

ومثل هذا الكلام ليس مصدره محاولة شيطنة أميركا ورميها بما ليس فيها بل هو حقيقة تؤكدها الوقائع على الأرض فهي ومعها الغرب دعما منظمات مدرجة على لائحة الإرهاب رغم أن أطرافاً دولية عدة حذرت مراراً وتكراراً من مثل هذه السياسات المزدوجة ومن التدخل من جانب واحد في سيادة الدول بشكل عسكري ومن التعاون مع المتشددين والمتطرفين ودعم الإرهابيين ضد الحكومات الشرعية لكن أميركا وحلفاءها أصروا على المضي قدماً في أجنداتهم التي جلبت الدمار والخراب إلى المنطقة حين دعموا الإرهابيين وزودوا صفوفهم بالمرتزقة من كل الدول فمن أين لهؤلاء الخبرة والأموال والأسلحة ومن أين يأتي كل ذلك وكيف حصل أن هذه المجموعات تحولت إلى مجموعات عسكرية منظمة أليس الأمر واضحاً وضوح الشمس في عز الظهيرة وهو أن أميركا من زودتهم بكل ذلك ؟! .‏

ففي مجال التمويل لم تعد تلك المجموعات الإرهابية تحصل اليوم على الأموال من المخدرات والاتجار بها فقط كما حدث في أفغانستان في الماضي حيث ازداد إنتاج المخدرات أضعافا مضاعفة بعد تواجد قوات التحالف هناك بل من خلال النفط حيث تسيطر على مناطق يوجد فيها النفط وتقوم باستخراجه وبيعه ونقله فضلاً عن التبرعات القادمة من الدول الخليجية ناهيك عن مصادر أخرى عديدة بسبب سيطرتها على مساحات واسعة بالعراق وشرق سورية .‏

وهذه السياسات الداعمة للإرهاب ستؤدي في حال استمرارها إلى مزيد من الفوضى والخراب في المنطقة برمتها لأن زيادة سيطرة قطب واحد على العالم لا تجلب الأمن والاستقرار للبشرية فهذا النظام أظهر عدم فعاليته في مكافحة الأزمات العالمية كالإرهاب وأدى إلى انتشار العنف لأن نظام القطب الواحد يشبه الديكتاتورية كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سواء كان على الدول أو على الشعوب وهو ما أدى إلى إلقاء عبء كبير على كاهل ذلك القطب بذاته ولذلك هناك الآن برأي بوتين محاولات لإنشاء نظام ثنائي القطبية لتلافي الانفراد الأميركي بالعالم.‏

ومن هنا فإن محاربة الإرهاب لا تكون بهذه الطريقة بل تكون بضرورة حل القضايا الناجمة عن النزاعات المختلفة وضمان حماية حقوق الإنسان ومبادئ سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية لأن خرق هذه المبادئ يؤدي إلى مشاكل كبيرة ولذا فالعلاقات الدولية يجب أن تبنى على أساس القانون الدولي والمبادئ الأخلاقية والعدالة والحقيقة واحترام مصالح الدول الأخرى وهذا الموقف يمكن أن يساعد على تغيير الوضع في العالم بشكل جذري وليس تأجيج الصراعات في طوله وعرضه .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية