تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أردوغان .. بين الحسابات الضيقة والحنين إلى الاستعمار العثماني

متابعات سياسية
الاثنين 3-11-2014
 حسن حسن

جزء كبير من الحقد الأميركي والغربي (والخليجي والتركي) على سورية يعود الى حالة الصمود الأسطوري الذي استطاعت عبره القيادة السورية مواجهة الحرب العالمية على سورية،

وماكان صعباً على التصديق هو أن تلك الضغوط الهائلة التي مورست، وكم المليارات التي صرفت في سبيل إحداث حالة انشقاق (سياسية أو عسكرية أو دبلوماسية) تكون ذات ثقل وازن على الأرض جميعها لم تنجح ، وكانت في بعض حالاتها عبثية مضحكة.‏

وعندما أعلنت أنقرة موافقتها دخول التحالف الدولي ولكن بشروطها كانت تدرك أن ذلك التحالف قد بدأت تظهر فيه علائم الضعف والوهن قبل أن يكتمل كان ذلك بفعل شكوك الحلفاءالعرب داخل التحالف في نيات حلفائهم الغربيين، وتلك الشكوك التي تفتح الباب واسعاً أمام انشقاقات يمكن لها أن تتسع وسوف تتسع بفعل التقدم الكبير الذي يحققه الجيش العربي السوري في محيط دمشق وكذلك في مناطق أخرى.‏

كانت العلاقات بين تركيا وسورية علاقات ثنائية جيدة بحكم العلاقات بين الشعبين التركي والسوري، وبحكم التجاور وانفتاح سورية على محيطها حتى جاءت أحداث مايسمى «الربيع العربي» لتقطع هذه العلاقات وتخلق أجواء من العداء والتوتر الدائمين بين البلدين نظراً للدور «المتعاظم والمتسع الذي لعبته تركيا - وماتزال في دعم المجموعات الارهابية المسلحة التي عاثت في سورية فساداً وتخريباً وقتلاً للأبرياء وتدميراً للبنية التحتية السورية ، والأخطرمن ذلك أن حكومة أردوغان ترعى وتسهل عمليات سرقة النفط السوري والأقماح بعد أن سهلت وسرقت معامل حلب واشترتها من السارقين بأبخس الأسعار.‏

أكبر الظن أن الموقف التركي من «داعش» وغيرها من المنظمات الارهابية المسلحة العاملة في سورية والعراق-وخاصة في سورية- هو موقف الداعم والمساند لها لاسقاط الدولة السورية، والدليل على ذلك تسهيل تركيا لعمل هذه العصابات وتنقلها بين تركيا والأراضي السورية هذا مع العلم أن تركيا تحتل المرتبة الأولى بين الدول التي يقاتل رعاياها في سورية 3000 تركي يليهم المغاربة والخليجون والأوروبيون .. وغيرهم.‏

وفي هذا السياق يمكن النظر أيضاً إلى احترام «داعش»وغيرها لقبر «سليمان شاه» في الشمال السوري وعدم المساس به رغم تحطيمها لكل الأضرحة والرموز الإسلامية الأخرى، وذلك كي لاتتجاوز الخط الأحمر الذي رسمه «أردوغان» لها حول هذا القبر وغيره!‏

ويعتقد كثيرون من مناصري أردوغان ومنافسيه أن «أردوغان» صار أسير اندفاعه في دعم المنظمات الإرهابية ضد سورية،وإنه لم يعد قادراً على مكافتحها، خوفاً من ردود أفعالها داخل الأراضي التركية ، فضلاً عن خوفه من عودة المقاتلين ، الأتراك لتجريب مااكتسبوه من خبرات قتالية في بلادهم،، طبعاً هذا التفسير الحرج فيه شيء من الصحة، غير أنه ليس قاطعاً تماماً ، فالمعروف أن الحكومة التركية اختارت التعاون الاستراتيجي مع جماعة «الاخوان المسلمين» ماأدى الى التضحية بعلاقاتها مع مصر وبعض دول الخليج الأمر الذي يعني أن الحسابات التركية في قضية «داعش» لايمكن النظر اليها من باب الخوف من ردود فعل الجهاديين الأتراك، وإنما من خلال رهان «أردوغان» على مايسمى «الربيع العربي» والحنين الى ضم المشرق العربي الى الخيمة التركية بعد مضي مائة عام على تفكك الإمبراطورية العثمانية بمساهمة عربية لايستهان بها.‏

من جهة أخرى يراهن «أردوغان» على «داعش» في سورية والعراق للضغط على الأكراد في هذين البلدين واضعاف البيئة الكردية التي حضنت حزب العمال الكردستاني سابقاً.‏

الخلاصة: تركيا ستكون الخاسرة إذا قضَّي على داعش واخواتها والتي راهنت عليها كحمالة وعود تركيةبالعودة الى الماضي العثماني.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية