ولكن هل نستغرب ذلك على «العم سام» الذي تفيض مواقفه وتصريحاته بحق السوريين عداوة وتخبطاً وتلوناً حسب الزمان والمكان والذي لا يترك مناسبة إلا ويمارس هوايته التي امتهنها في الافتراء والترهيب والتخريب وحشر أنفه في كل شاردة وواردة،ثم أو ليس هو من عودنا أن يفسر الإرهاب بالإرهاب المعتدل وتكفيريي الكهوف الظلامية بـ«الثوار والأحرار» واستبدادية «طوال العمر» بالديمقراطية الأمثولة والعثماني الواهم الذي يأكل على كل الموائد ويتغير بتغير المواسم والظروف ويستل سيفه «الإخواني» دفاعاً عن إرهابيي الكون بـ«الحليف الاستراتيجي» بل ويفسر غاراته على «داعش» بالمزيد من الدغدغات الاستعراضية دون أن يصيب منه مقتلاً.
يرغي الأميركي ويزبد ويسهب إلى حد الهلوسة حول مستقبل سورية كمن يُمنّي النفس بالسراب أو يحرث في أعماق المحيط وينتظر لغراسه ثمراً يانعاً،يطالعنا كل يوم بجديد «فانتازياه المعتدلة» وعزمه تفريخ واستيلاد الأكثر «اعتدالاً» بعد نفاد رصيد «بعضها» السياسي وانتهاء صلاحية الآخر على الأرض ولا يجاريه في سفاهته سوى سلطان الباب العالي الذي يتباهى بتحويل أراضيه إلى محطة «ترانزيت» يعبر من خلالها الإرهاب الأممي بسواطيره وسكاكينه وقاذفاته إلى الداخل السوري.
كثيرة هي «الخلطات» التي أعدها «طباخ السم» الأميركي في دهاليزه وكواليسه وأقبية مؤامراته ومطابخه الدبلوماسية والإعلامية ولكنها في كل مرة انهارت وأخرى في طريقها إلى«المزبلة»،وكثيرة هي «التوابل» التي ابتدعها «سيادته» بنكهة «الحل السياسي» و«طاولة المفاوضات» ولكنها تناثرت واحدة تلو الأخرى بعد أن فضحت أكاذيب وسوء نيات من استحضرها وروج لها لتبقى الكلمة الفصل للصمود السوري الذي لا يقهر ولا يباع ولا يشترى مهما عظمت المحن وبلغت التضحيات.