كان لابد لنا من وضع أنفسنا أمام المرآة ومصارحة أنفسنا ومصالحتها بشيء من الموضوعية .
ليس جديداً على رياضتنا أن تخرج خالية الوفاض من هكذا دورات عالية المستوى بالأحوال العادية،لأنها لا تمتلك مفاتيح المعادلة الرياضية ( علم + مال = إنجاز ) فإعداد منتخباتنا متواضع ولا يرتقي أو يقارب إعداد منتخبات دول متطورة. ومن جهة أخرى لا تزال رياضتنا تعتمد على المدرب الوطني الذي ورغم كفاءته لا يمكن أن يقدم أكثر من 60% مهما بلغ من التطور، وكل ما سبق بحاجة للمال و هو غير متوفر، فالدول التي تسعى للتطور مشغولة بحرق المراحل بعد أن أدركت أنه لا مجال للتطور بعيداً عن معادلة العلم والمال، كما أن غياب استراتيجية العمل عن معظم اتحادات ألعابنا والخلافات الدائرة في بعضها، كان لها دوراً أساسياً في نتائج رياضتنا في مختلف المحافل وهذا ليس جديداً عليها، فمنذ أعوام وأعوام ورياضتنا تئن تحت وطأة المحسوبية والخلافات الشخصية، وبالتالي من الطبيعي أن تعود من أي محفل رسمي كبير بخفي حنين، هذا إذا ما وضعنا الظروف الحالية جانباً .
أما المحاسبة فهي ضرورية في كل وقت وحين لكن من نحاسب ؟ هل نحاسب الاتحادات التي اجتهدت على نفسها وطورت أرقام ومواقع لاعبيها رغم الظروف الصعبة ؟ أم الاتحادات التي أعدت بعض اللاعبين وخذلوها ؟ أم تلك الاتحادات التي لا تعمل ولا تريد ذلك، وقد صدئت مفاصلها وأصبحت بحاجة إلى تغيير؟
إذاً علينا أن نعترف بأمرين الأول : أن مشاركة رياضتنا بهذه الدورة لها شق رياضي وآخر لإثبات الوجود والتأكيد للعالم بأسره أن سورية ثابتة وقوية ولن تسمح لأحد اختراق سيادتها. والثاني : أن رياضتنا لم ترتق بعد لصعود منصات التتويج بمثل هذه الدورات الكبيرة، رغم ثقتنا الكبيرة بأبطالنا والطفرات التي سجلتها على مختلف المستويات خصوصاً الآسيوية والعالمية، فهل نقتنع بما لدينا ونعمل على محاسبة المقصر الذي لا يريد أن يطور نفسه، ثم نوفر مقومات التطوير ونسعى لتحقيقه بشكل جاد ؟ هذا ما نتمناه .