فالشعب السوري الذي خبرته الظروف، وخبر هو الحياة وعجن كل تفاصيلها وعصر كل تداعياتها ومخلفاتها هو من يعطي شهادة حسن السلوك أو عكسها للآخر.
لأن من يملك أمجاد التاريخ وحضارة الجغرافيا وأسرار ملتقى طريق الحرير ويعرف ويعزف كل أنواع الفنون وفلسفة الموسيقا .. لاتقتلعه الرياح العابرة والأعاصير الهائجة وإن هبت من كل الاتجاهات فأرض الطهر والقداسة تعرف كيف تحرق مشاريع أعدائها وتبدد أحلامهم مهما غلت التضحيات ، وبكت العيون وانفطرت القلوب ، فالغالبية في هذا الوطن رفعوا شعار أن نذرف الدموع خير من أن نبكي الوطن ونفتقده لاسمح الله....
ووطن السوريين لن يكون إلا دافئاً بأحضان أبنائه وعزيزاً بقوة سواعده، ومحصناً بعزيمة جيشه وكبيراً بهمة الشرفاء والغيارى الذين سقوه مراراً وتكراراً ماضياً وحاضراً ومستقبلاً العرق والتعب والدم الطهور كي لايدنس أرضه غاز ولا محتل وطامع.
وماصمود هذا الشعب إلا صفحات متتالية في سفر البطولات والعنفوان والكبرياء مهما اشتدت همجية الوحوش البشرية واستكلب الطامعون الجدد بحلة التكفير والإرهاب.