وإلى أن تحط الانتخابات التشريعية النصفية الأميركية رحالها الأحد القادم بأغلبية مكررة لحزب أوباما الديمقراطي أو من دونها، وإلى أن يقرر الرئيس أوباما التجديد أو الإبقاء على طاقم الخارجية والدفاع في إدارته، ترش الإدارة الأميركية على المشهد شيئاً من غبار لستر العورة السياسية الأميركية من جهة، ولاختبار فاعلية بعض البالونات الحرارية في المنطقة من جهة أخرى .
غبار القصف الجوي الأميركي على داعش ومقراته وتجمعاته لا يوقف التنظيم الإرهابي ولا يحد من تمدده، وغبار معارك عين العرب لا يغيب حماقات أردوغان ولا يبددها، فيما المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا على خطا من سبقوه في بداياتهم، ومشروعه الجديد في «المناطق الآمنة» يزيد من كثافة الغبار أكثر وأكثر، فإما يلتحق الرجل قريباً بعنان والإبراهيمي، وإما يواصل المسير على الحبل المشدود فيفكك لغز هذه المناطق ويبدد غبارها!
جدل الإرهاب يستمر، وصراع أضداده وفصائله يتواصل.. فالساحة لم تعد تحتمل المزيد من «الأبطال» وإذا كان داعش في صدارة الاهتمام والضوء، فهناك جبهة النصرة تسحق من حولها وتصعد للمنافسة بأوراق قطرية تركية وبشهادات مصرية ليبية لبنانية.. فيما الأميركيون يواصلون التنقيب عن المعارضة «المعتدلة» في رمال الربع السوري.. الخالي، إلا من الإرهاب والإرهابيين، ويتنصتون بدلاً من «يتعاونون»، كما تقول «وول ستريت جورنال» على الاتصالات السورية بحثاً عن معلومات استخبارية.. أضاعوها في عين العرب؟
حتى الآن كل الطرق الأميركية إلى دمشق غير سالكة.. فماذا بعد؟