تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أرزة الشهداء بوابة الصالحية وقلب دمشق

استراحة
السبت 6-4-2013
ياسر حمزة

تسمى المنطقة الواقعة في جنوب سفح قاسيون بوابة الصالحية،وهي ليست من قاسيون ولا من سفحه ،ولكن سميت بهذا الاسم لأنها كانت الطريق إلى قاسيون.

وأخذ المكان اسم بوابة الصالحية بعد بناء قرية الصالحية عقب الغزو الأفرنجي لفلسطين ،ولم يثبت وجود باب أو بوابة في المكان.‏

قدم إلى قاسيون بنو قدامة في عام 1156،وبنوا بيوتهم فيه ،وكان بعضهم من القدس وآخرون من نابلس ومدن فلسطينية أخرى،ومع ازدياد العمران في المكان .‏

وكان لا بد من شق طريق ترابي للوصول إلى المدينة الجديدة،وسمي الطريق بوابة الصالحية، ولايزال هذه الاسم متداولا حتى الآن،مع أن الاسم الرسمي للمكان شارع جمال عبد الناصر، وأخذ المكان هذا الاسم عند الوحدة المصرية السورية عام 1958،كما استبدل صالة سينما (فريال) إحدى قريبات الملك فاروق،وكانت قائمة عند أول الطريق إلى سينما القاهرة،وبعد الانفصال سميت (الفيحاء)وكانت عند افتتاحها تسمى سينما ومسرح أمبير ،وهو المكان الذي أقيمت فيه فيما بعد وزارة الاقتصاد.‏

ولكن على المستوى الشعبي لم يأخذ الناس بالاسم الرسمي وأصروا على التسمية القديمة بوابة الصالحية .‏

ولكن السؤال الذي يطرح اسمه :ماذا كانت تسمى المنطقة قبل أن تسمى بوابة الصالحية أو شارع جمال عبد الناصر؟ .‏

إذا عدنا إلى كتب التراث سنكتشف أن المكان كان مدينة عامرة ،وكان فيها الكثير من القصور، حيث كانت أكابر العائلات الدمشقية يفضلون قضاء فصل الصيف فيها،كما كانت فيها بساتين من النخيل والأرز،وبقى اسم المكان أرزة ،وضرب المثل بإقامة الصالحين فيه،فقيل : (بين برزة و أرزة أربعون ألف نبي).‏

ولا يوجد مصدر تاريخي يؤكد صحة هذا المثل،وإن كان ممكنا فعدد الأنبياء كبير،ويقال أن بني إسرائيل قتلوا في يوم واحد سبعين نبيا ،حسب ما رواه ابن القيم.‏

وعند قدوم العرب إلى دمشق أقام في أرزة عدد من الصحابة،ودفن فيها عدد من شهداء تحرير دمشق من الروم،وبني مسجد سمي مسجد الشهداء،ولا يزال المسجد قائما حتى يومنا هذا بذات الاسم وذات الطراز المعماري القديم ،ودعيت هذه القطعة من المكان باسم الشهداء ،ولا تزال كذلك تحمل الاسم إلى هذا اليوم ،وهو المكان المقابل لشارع الباكستان .‏

وقد قطعت أشجار الأرز والنخيل على يد الغازي التتري تيمورلنك ،وجاء في كتاب (القلائد الجوهرية)لابن طولون أن قاسيون في عصره كان حافلاً بأشجار الأرز والنخيل،وكان فيه اثنا عشر ألف نخلة قطعها (تيمورلنك) عندما حاصر دمشق عام 1400ميلادي.‏

ومن القصور التي لا تزال قائمة في أرزة الشهداء ،قصر واصل العظم ويقع على بعد أمتار من إلى الشمال من مسجد الشهداء،وقد استأجرته وزارة التربية ليكون مدرسة باسم (مدرسة الفيحاء) وبذلك نجا القصر من الهدم.‏

تلك هي أرزة التي تعد الآن قلب مدينة دمشق وأهم موقع تجاري يقام بعد سوق الحميدية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية