تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سوء الفهم لا يحل بالصراخ والعناد

مجتمع
السبت 6-4-2013
فرح برو

لاشك أن الكثير منا يواجه علاقة جافة أحياناً من الشخص الذي يحب أو من صديق يود وغالباً ما يصعب مواجهة الطرف الآخر ومصارحته من أجل تصفية الخلاف ومعرفة حقيقة الأمر.

وقد لا يفلح البعض منا في التعبير عن مشاعرهم والبعض الآخر قد لا يريد التعبير أصلاً كما أنه لمن المحزن جداً أن يكون الطرف الآخر لا يعرف أي شيء البتة عن الخطأ الذي اقترفه... وما يزيد الأمر خطورة وعصية !! انعدام الاتصال أو اضمحلاله فلا شك من أن يكون مثل هذا الأمر سبباً جاداً في انفصال الزوجين وفشل العلاقة الزوجية مثلاً، فنرى الفجوة تزداد بينهما وتزيد الأمر تعقيداً لاسيما إذا اعتمد أحد الطرفين تجاهل الآخر كطريقة لينتقم منه ويعيد تربيته على حد تعبيره متناسين أن مثل هذه التصرفات قد تخلف انعكاسات سلبية عليهم وعلى أبنائهم غير آبهين بالنتائج المستقبلية.. كذلك بين الأصدقاء أو الجيران أو حتى الأقارب ما جعل الحياة المجتمعية على حافة الهاوية تكاد تجعلنا منعدمي الاتصال. ولو أن كل شخص منا أراد للحياة أن تسير ببساطتها لعملنا جاهدين لإيجاد أسهل الطرق لحل الخلافات وإزالة سوء الفهم ولكننا جميعاً متعالون متكبرون نعتقد أننا المحقون وهم المخطئون وكلانا ينتظر المبادرة العكسية، والمضحك أننا نتفاجأ من النتيجة التي وصلنا إليها وكأننا لسنا السبب الرئيسي فيما حدث فلو أننا بادرنا ولو بخطوة بسيطة وإن لم تكن مجدية لانحنى مسار الخصام وتخطينا نحو خطوة جديدة ولكن هل من شخص يرى نفسه كفؤاً لمثل هذه الخطوة؟!‏

ربما هناك من حاول لكنه فشل في اختيار الوقت والمكان المناسبين... فسعى لحل الخلاف والمبادرة في وقت قد لا يكون للطرف الآخر رغبة في الحديث فيه أو ربما كان يومه سيئاً في العمل أو كان مشغولاً بأمور أكثر جدية بالنسبة له فيندم لتلك المحاولة ويلوم نفسه وينهزم أمام كبريائه لذلك فمن الأفضل التحدث في حالة تتأكد فيها من أن الطرف الآخر منتبه لك وإلا قد لا تحصل على الاستجابة التي تريدها ما يجعلك تدخل في لعبة اللوم التي لا نهاية لها.‏

وفي الوقت الذي تتوفر فيه الفرصة والمكان والزمان المناسبان غالباً ننصرف بالحديث عن أنفسنا وننسى أن من نجادله له الحق في التعبير عن وجهة نظره لا بل نلقي اللوم وننسب سبب الخلاف عليه فقط وبهذه الحالة الرابح من يرفع صوته أكثر، فنحن تعلمنا دائماً أن الصوت المرتفع هو الذي يثبت حقه وليس رفع سوية الكلام المتزن والمبني على أدلة وبراهين ،بيد أنه من الأفضل في الكثير من الحالات التنازل عن أسباب الخلاف للوصول إلى نتيجة مرضية ونترك الأمر للزمن فهو كفيل بحلها، ولو استطعنا أن نتفهم مشاعر الآخرين وأفكارهم واحترمناها ولم نقلل من شأنهم لحققنا قدراً كبيراً في مجال التواصل ولدفعناهم إلى احترامنا وذلك لأن الإنسان بطبعه محب للمدح والثناء والاحترام فيبادل من يحترمه ويقدره الاحترام والتقدير وهكذا يتم التفاعل من خلال جو من التقدير والإجلال لا الامتهان والتقليل من شأن الغير.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية