تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأمومة .. عطاء واستمرار للحياة..

مجتمع
السبت 6-4-2013
ريم غانم

الأمومة مفهوم كبير جداً يضم الوطن والابن والأحفاد وكل من تحبهم من حولك فكثير ما قيل أو قد يقال في وصف الأم لكن لم يستطع احد أن يعطيه كامل حقه فهذا النوع من العطاء والبذل وحتى التضحية لا يمكن لأحد أن يصفه فهي الام التي تعطي من حنانها ودفئها حين تبرد وهي التي تروي من دمعها حين تعطش وهي أيضاً الام التي تعطي من دمها وتسهر حتى تكبر.

هي أكبر من مجرد كلمة وأكبر من مجرد إحساس وأكبر من مجرد يوم يخصص لعيدها في أي مكان وأي زمان وخلال الأزمة التي تعصف بسورية جاءت خسارة الأم مضاعفة، إذ قدمت الكثير من السوريات أخاً أو زوجاً أو ابناً قرابين ليعيش الوطن، لكنها بقيت حاضرة وصامدة إيماناً منها بأن المرأة رمز لاستمرار الحياة.‏

امرأة استثنائية..‏

الاحتفال بالأم ليس محصورا بيوم واحد فكل أيام السنة لاتكفي للتعبير لها « أمي » هذه الكلمة بمعناها الكبير يجب أن تتجسد فينا قولاً وفعلاً وممارسة تحتم علينا أن نرد هذا الجميل لهذا النبع من العطاء الذي أصلاً لا ينتظر منا أن نرده ، يقول عيسى موظف جمارك على الحدود فهو بحكم عمله لايستطيع رؤية أمه إلا مرة في السنة فهو يستمد القوة والايمان بالحياة من صمود أمه ورعايتها لأسرته ويضيف: سأحاول في هذا العيد أن أذهب لزيارتها وسوف أشتري لها هدية رغم أن كل هدايا العالم لاتعوض عن قليل مما تفعله لأجلنا , ولطالما لم نوفها حقها مهما ضحينا ومهما بذلنا الجهد في إرضائها تلك المرأة الاستثنائية التي جاهدت وتحملت من المشقة والعناء الكثير الكثير لكي نخرج للحياة وننمو ونكبر أمام ناظريها وما اشتكت يوما وما يئست وما وهنت أمام المصاعب لكي ترانا قد كبرنا وترعرعنا واشتد عودنا.‏

قسوة الحياة..‏

أمهات لم يشعر أولادهن بقيمة وجودهن في الحياة، فكان عيد الأم بالنسبة لبعضهن باباً لمشاعر الحزن التي تتخبط بداخلهن من قسوة الحياة التي جعلت أولادهن كالأغراب فارتسمت على تلك الوجوه المتعبة المملوءة بخطوط العمر بسمة حنونة هكذا كان حال الأمهات في دور العجزة، فالبعد عن أبنائهن أتعبهن حيث تقول أم أحمد: سيمر هذا العيد كغيره من الأيام فأنا لم أر ابني منذ سنة تقريبا وهو يتحجج بالأوضاع فبعد أن تركني في هذا المأوى لم يأت لزيارتي سوى مرتين ولن ازعل منه، فمشاغل الحياة كثيرة لكنني اشتقت له ولأحفادي وكنت أتمنى أن أراهم فكثرة المشاكل التي تمر بها بلدنا توجع القلب ورؤيتهم تنسيني همومي وأحزاني ووحدتي , ومع هذا اتأمل أن يأتوا لزيارتي حتى ولو في غير يوم عيد الأم.‏

حماية الوطن واجب..‏

لاشيء يعادل زعل الأم على أبنائها فكيف إن ضل ولدها طريقه وخالفها الرأي فهو يدمي قلبها ويتركها جريحة لاتدري ماتفعل وبرأي أم طلال التي تنتظر خروج ابنها من السجن في عيد الأم وتقول الألم يعتصر قلبي على مايحصل في بلدي وكلي أمل ألا يمر عيد الأم دون أن تعود البسمة والفرحة إلى قلوب أمهات البعض ممن غرر بهم ولم تتلطخ أيديهم بالدماء ولربما يساعد هذا ولدي بإزالة الغشاوة عن بصره وبصيرة من غرر بهم من أبناء بلدي وأن يعيدهم إلى مكانهم فهذا وطننا والاولى بنا حمايته والدفاع عنه حتى بتوعية أولادنا وهدايتهم للحفاظ عليه فقد تعبت من الفراق لكنه لم يسمع مني من قبل وأتبع أصدقاء السوء الذين أوصلوه إلى هذه الحالة وفي حال خروجه سأحميه برموش عيني وأمنعه من العودة للغلط وسأعلمه من جديد أن الوطن هو بيتنا وأمنا وأهلنا ولامعنى لوجودنا دونه أو خارجه.‏

ذكرى لن تنسى..‏

هناك أطفال حرموا حضن أمهاتهم وكان الموت سريعاً لدرجة أنه سبق كلمة الوداع فيقول عامر 15 عاما والذي فقد والدته منذ كان عمره عشر سنوات لا أبالي بهذا العيد، ولا أريد الذهاب للمدرسة كي لا أرى أو أسمع أصدقائي يتكلمون عن الهدايا والاحتفالات التي سيقومون بها مع عائلاتهم مضيفاً «لا أحب عيد الأم فقد توفيت أمي وأنا أذكر بعض التفاصيل عنها حيث كنت أوفر مصروفي أنا وأخي منذ بداية الشهر لنشتري لها هدية أما في الوقت الحاضر فأذهب بصحبة والدي وأخي إلى قبر أمي لأضع الزهور عليه دون شراء أي هدية أو الاحتفال بهذه المناسبة، بل على العكس أذكر في هذه المناسبة كافة الذكريات التي أحاول نسيانها، لتعود أمي بنظرتها الحنونة التي فقدتها إلى مخيلتي.‏

هي عيد الربيع..‏

وفي المحصلة الأم هي الحاضن الأبرز للمجتمع بكل حالاته والتي تختصر جميع المفاهيم في الوجود فالأمومة شيء عظيم ولايشعر به إلا من فارق والدته فوجودها هو الامان وحضنها هو الملجأمن تعب الحياة وليس مصادفة أن يكون في الحادي والعشرين من آذار ذكرى الاعتدال الربيعي، أو عيد الربيع كما اعتدنا أن نسميه فهي مناسبة تستحق من الجميع التوقف عندها فالوطن أم والأم وطن، هما كلمتان من الصعب ان يفترقا عن بعضهما أو ينفصلا فعيد الأم هو عيد الوطن فكل ام تحوي في حنانها ورقة قلبها وطنا من الحب والأمان.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية