تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ثقافة التجاهل

رؤية
السبت 6-4-2013
أديب مخزوم

إن أقسى نقد يمكن أن يوجه لعمل فني،هو تجاهله، ونزعات تجاهل نتاجات الأخرين، وعدم الاعتراف بقدراتهم الابداعية، من ابرز سمات المرحلة الراهنة، بعد انتشار وسائل الاتصال العصرية، التي وفرت فرص النشر والادعاء لكل الناس دون استثناء، بحيث بتنا نقرأ على مدى الوقت الضائع،

تعليقات سخيفة وغير مسؤولة على ابداعات كبار رموز الثقافة في كل المجالات الابداعية، حتى ان بعض هؤلاء لا يتورعون عن إبداء أرائهم السلبية بأعمال أندريه مالرو وغوستاف فلوبيروجان بول سارتر وسيمون دي بوفوار وفرانسواز ساغان وسيزان وكلود مونيه وجورج براك وسواهم، متجاهلين بذلك انهم يجرحون مشاعر القراء والمتابعين، الذين سرعان ما يتحولون عن قراءة التعقيب، بعد ان تكون عباراته الأولى قد اصابتهم بمس كبير.‏

فهل على الجمهور ان يتحمل ما يحب ويكره هذا أوذاك، رغم معرفتنا المسبقة أن الرقابة مستحيلة في وسائل التواصل الرقمية العصرية، حتى ان الصحافة الورقية التقليدية تخضع للمزاجيات والأذواق الخاصة، لعدم وجود معايير أو ضوابط نقدية محددة ومتفق عليها،كما أن عندنا نسبة كبيرة من الذين يضعون أنفسهم، عن غير حق، ضمن إطار جمهور ثقافة النخبة المبدعة،تحكمهم نزعات إلغاء الآخر، رغم إيمانهم المطلق بتفوق وتميز الأخر، وعدم قدرتهم على نقد نتاجاته أو حتى استيعاب فقرة منها، وهذا يعني أن مجمل أصحاب النزعات الإلغائية والإقصائية ليس عندهم شيء مفيد أو ايجابي يقدمونه للمجتمع، وفي الفن والأدب والإعلام وكل الأختصاصات، لم يكونوا أكثر من مجرد نسخ «تايوانية» عن ابداعات الآخرين، على النطاق المحلي والعربي والعالمي،أي انهم في أحسن الأحوال كانوا مجرد مستهلكين، وصدى لعطاءات الأخرين، يعني كانوا ولا يزالون مجرد تابعين وليسوا متبوعين.‏

facebook.com/adib.makhzoum‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية