تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وجودنا الثقافي دليل انتصارنا.. والمسرح هو البوصلة الحقيقية

ثقافة
السبت 6-4-2013
أيدا المولى

توفي الشاعر العباس بن الأحنف عام 192 هجرية حيث اختتم حياته بقصيدة أنشدها وهو مشرف على الموت بعنوان: ألم تعلمي يافوز؟

حيث قال:‏

ياغريب الدار عن وطنه‏

مفرداً يبكي على شجنه‏

كلما جدّ البكاء به دبت الأسقام في بدنه‏

ولقد زاد الفؤاد شحاً‏

طائر غنى على فننه‏

شفه ماشفني فبكا‏

كلنا يبكي على سكنه‏

والشاعر معروف بغزله ل (فوز) وحبه لجاريه من جواري الرشيد وتشبه العباس بالشاعر عمر بن أبي ربيعة في العصر الأموي وأمضى جل حياته الشعرية في رقيق الغزل ووصف الجمال في كل موطن لكن لحظة الألم الكبرى عندما يموت الإنسان بعيداً عن وطنه فبكى سكنه الذي كان لأن المسكن وطن والوطن مسكن.‏

فهل عرف مخربو الإنسان في هاتين السنتين.. التي أمضتها سورية أنهم يفقدون وطناً ولن يتذكروا ذلك إلا عندما يخرج النفس الأخير من الجسد الفاني أي تراب سيلمهم ؟‏

لم يعرف كل مخرب أنهم هدروا دم الثقافة منذ لحظة الرضاعة الأولى وخربوا جيلاً تربى على رؤية قاني الدم في كل مشهد بل وألفه وهم لايعرفون أن الثقافة ليست كتاباً مغلقاً بل تنتقل عبر التربية للطفل عبر محاور عدة ناقشت الفعاليات الثقافية في محافظة حماة واقع الأزمة في سورية واقترحت عدداً من النقاط لمعالجتها في المدينة وأطر الحوار الوطني ورؤى حماة الثقافية.‏

من أجل الحوار اجتمعت الفعاليات الثقافية والفنية في دار المحافظة ومن أجل أن نكون صادقين مع أنفسنا وأن يكون لدى المتحاورين نية حقيقية للاصلاح مع وجود الحد الأدنى من الثقة بينهم لابد أن يبين جميع المتحاوين أخطاءهم وسلبياتهم قبل إيجابياتهم.‏

وألقى نقيب الفنانين معمر السعدي المسوؤلية على من لايجيد اختيار المتحاورين الذين يشترط فيهم أن يكون لديهم شعبية وأرضية في الشارع ورفع شعار لا للعنف.. لا للقتل‏

ويأمل نقيب الفنانين أن تعود النقابة إلى نشاطها ماقبل الأزمة التي كانت في حركة دائمة على مستوى مهرجان حماة المسرحي أو الأمسيات أو مهرجان الربيع محفزاً ذاته والنقابة معاً على أن يكونوا بجاهزية تامة لحفل وطني ولمسرح يعود الناس إليه لأن المسرح هو البوصلة الحقيقية لانهاء الأزمة ولابد من لقاء في دار الأسد للثقافة لايجاد صيغة وآلية نقتنع من خلالها أنه لايوجد مايمنعنا من الحوار مع بعضنا قد نفشل مرة وأكثر لكن إيماننا بوجودنا يعني انتصارنا.‏

وشدد السعدي على ضرورة دعم الموسيقا لأنها لاتقل أهمية عن الدراما فالدراما بلا موسيقا لاتساوي شيئاً لكن الموسيقا هي دراما بحد ذاتها الفنان فؤاد مختار كعبيد طلب أن تكون لجان الأحياء التي انتشرت في أحياء المحافظة متمتعة: بالفكر لأنها على تماس مباشر مع المواطن والدولة وقال: لا أعني بالفكر أن يعرف تاريخ الفلسفة ولا الشعر لكن الفكر في هذا المجال تربية وأخلاق ومعرفة بسلوكيات المجتمع كي تكون هذه اللجان مرحباً بها أينما كانت وفي أي مهمة استلمت حتى لو كانت في توزيع الغاز والمازوت...‏

المؤلف محمد صمودي يقول: إن مسألة الخلاف في الحوار الوطني أن من تتحاور معه في أكثر الأحيان يعتقد أنه التابع وليس الند مضيفاً: لابد أن نجعل المتحاورين معنا يثقون بنا وإذا كنا نريد أن نشارك الطرف الآخر ؟ آلامه ومآسيه بشكل حقيقي لابد أن نزورهم ونعزيهم بوفاة أحد أولادهم الذي ذهب ضحية مغرراً به، أن نستشف معاناتهم ونعرف الأسباب التي جعلت أطفالهم يسلكون الطريق الخطأ. وأكد صمودي على قدرة اتحاد الكتاب العرب على إقامة الحوار ولم الأطراف المتناحرة وإقناعهم عبر جلسات أن الوطن فوق الجميع مستشهداً بقول الشاعر:‏

بلادي وإن جارت عليّ عزيزة‏

وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام‏

ومرر صمودي شكوى لأعضاء الاتحاد في هذه الجلسة المتمثلة بانقطاع الطبابة التي كانت تمنح مرتين بالسنة إلاأنها قطعت منذ بداية الأزمة في سورية وحتى الآن.‏

وحمّل بسام الصباغ رئيس اتحاد الفنانين وفواز كردش معراوي الأسرة والمدرسة مسؤولية انفلات الجيل الجديد من عقال التربية والتعليم حيث رأيا أن لكل دولة بنية تحتية تتشكل من بناء وخدمات لكن أهم البنى هي بنية المواطن التي تتكون منذ الطفولة والطفل بنية تحتية للوطن إلاأنه للأسف نشأت ثقافة باب الحارة في زمن الأزمة وبدل الكتاب حمل الطفل طبلاً ليقرع به وربما تسلح بسكين أيضاً وفي معظم الأحيان كان هذا الأمر يتم بموافقة الأهل.‏

والأسف الأكبر أن معظم طلاب المدارس الحكومية هم الذين نسوا أنهم يتلقون التعليم مجاناً والدليل أن طلاب المدارس الخاصة التزمت بالدوام ولم تغلق أبوابها ولم يصدر عن إداراتها وطلبتها تغيرات أخلاقية.‏

وعوّل الصباغ على الأخلاق حيث استحضر البيت الشعري القائل:‏

وإنما الأمم الأخلاق مابقيت‏

فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا‏

وإذا نظرنا إلى الاجتماع هذا مع الفعاليات الثقافية نجد أن الجميع يؤكد على عدم السماح بالتدخل في شؤون سورية وتؤكد على وعي الفنان وتفاؤله بقدرته على صنع شيء من أجل الوطن أهمه انتشال الشباب من التخبط الفكري الذي يعيشه ونشر الثقافة من جديد وإعادة شعلة النور إلى المنابر والمسارح والنشوة بموسيقا الوطن يتوجها موطني وحماة الديار.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية