في تعاطيها مع الأزمة بالإضافة الى مدى التناقض والحيرة والخطوات غير المنسجمة التي أقدمت وما تزال على مقاربتها بعد أن سقط مشروعها الصهيوني على أعتاب الصمود السوري.
فالتورط التركي الذي توضح بأقبح صوره وأبشع نقائضه من خلال تدريب العصابات الإرهابية المسلحة وإرسالها إلى الداخل السوري بهدف ضرب الدولة المقاومة والممانعة لإسرائيل سيؤدي بنهاية المطاف إلى نتائج وخيمة على الداخل التركي وعلى أكثر من صعيد, وهو الأمر الذي بدا واضحاً من خلال التقارب التركي مع تل أبيب وسعي اردوغان المحموم لتسعير النار السورية لأن إخمادها في سورية يعني اشتعالها في أنقرة, وليس بعيداً من انفجار تركي داخلي وشيك سيرافق الإعلان الأمريكي الصريح عن فشل مشروعهم في سورية والذي سيكون النهاية الحقيقية للحرب الكونية لما سيكون لها تأثير عكسي خطير على كل دولة ولا سيما حكومة العدالة والتنمية.
أردوغان الذي خان جيرانه وانطلت عليه خدعة الغرب وحوّلته إلى عميل مأجور ومجند لدى الدوائر الغربية والأمريكية بات اليوم أكثر ارتباكاً بعد فشل مشروعه التآمري وبعد أن خسر ثقة شعبه بفعل سياساته الحمقى التي ستجر بلاده إلى هاوية الانهيار الحتمي, ولكنّه تناسى أن ضعاف النفوس يؤمنون أنهم يعملون لخدمة شعوبهم بينما هو ليس إلا خادماً للسيد الأمريكي يدين بقيمه وشعاراته الجوفاء.
فسياسة أردوغان الحمقاء التي أعيت من يداويها لم تأت إلا بالمزيد من الويلات على الشعب التركي بعد المأزق الذي أوقع بلاده والتورط الذي لا أفق واضحاً للخروج منه منذ سقوطه في الامتحان السياسي وهو ما سيضع أنقرة أمام تحديات خطيرة. ناهيك أنه مهدد بسببه في الانتخابات القادمة, ولكن الأهم أن سورية ستتابع المعركة حتى النهاية بانتصار حتمي وستكون المنطلق للحوار القائم على وحدة سورية ومؤسساتها والتعددية والديمقراطية من أجل بناء سورية المتجددة والمنتصرة بعقيدتها في المجتمع من أجل غاية مثلى.