فعلى المستوى الإعلامي عاد الألق لهذا المصطلح بعد أن أثبتت المقاومة أنها حية ولا تقهر سواء في غزة أم الجنوب أم العراق وتبقى المقاومة خيارا لأحرار العالم أينما وجدوا.
وعن معنى المقاومة وتاريخها وشرعيتها وأشكالها وآفاقها ومتطلباتها ألقى الأستاذ خالد نجاتي محاضرة في المركز الثقافي العربي باليرموك موضحاً أن زمن المتغيرات واتساع جرائم المحتلين ودعم الطغاة الغاصبين أفرز عصراً وزمناً جديداً فرض نفسه بفعله وأثره ومصداقيته إنه زمن المقاومة.
وعن اصطلاح المقاومة يقول إنها رد فعل غريزي ضد أشكال العدوان، وأنها عمليات قتالية مسلحة يقوم بها مقاتلون من خارج القوات المسلحة النظامية دفاعاً عن وطنهم ضد قوى غازية أو محتلة.
وعن شرعيتها يرى أنها مستمدة من مبادىء حقوق الإنسان والقانون الدولي والتشريعات التي تدعم حق الشعوب في استعادة الحقوق وتقرير المصير وهي مسألة في وجوبها وحمايتها ترتقي إلى الواجب المقدس.
أما عن خصائصها فيجد المقاومون في عملية المقاومة متسلحين بالكرامة والعزة والإرادة والعقيدة ما يجعل المقاومة والمقاومين ذات معان جليلة وعميقة مشرفة إضافة لكون سلاحها كما قال السيد الرئيس بشار الأسد هو سلاح الايمان وعشق الأرض وحب الحرية وهو سلاح لا يقهر.
وعن تاريخها يقول: إن المقاومة بدأت عملاً وفعلاً شعبياً مقاوماً ضد الاحتلالات فشكلت ثقافتها ركناً أساسياً في تاريخ الأمة ووجدان مكوناتها.
أما أشكالها فهي مقاومة مسلحة فاعلة وهناك مقاومات سياسية تتكامل مع المقاومة المسلحة وتعزيزها وهنا فعل مقاوم اقتصادي وثقافي وفني وإعلامي رديف قوي للمقاومة المسلحة.
وعن آفاق المقاومة في منطقتنا العربية فهي الحتمية الاستراتيجية وبفعلها ستكون العامل الأهم في تنامي القوى السياسية والمؤسسات الداعمة لمفهومها ما يجعلها حالة دائمة نعيشها طالما هناك ظلم وقهر واحتلالات.
أما متطلبات المقاومة فهي أن نقف معها ونسعى إلى نشر ثقافتها وتعبئة المواطنين والأجيال لاحتضانها ودعمها لانتزاع شرعيتها وحماية انتصاراتها.
وعن المقاومة في سورية رأى أن لسورية دوراً محورياً ومهماً في تعزيز ثقافة المقاومة وترسيخ جذورها وهي دائماً تغلب المصلحة القومية حيث جعلت من حزب البعث العربي الاشتراكي فصيلاً قومياً شعاره أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
ونماذج نشر ثقافة المقاومة وممارستها بدأت من سورية، فعز الدين القسام السوري أسس لثقافة المقاومة في فلسطين إبان الوجود الانكليزي فيها.
والسوري سليمان الحلبي أقدم على قتل الجنرال الفرنسي كليبر بمصر معززاً بذلك ثقافة المقاومة لدى الشعب المصري.
والشهيد جول جمال وعمليته الفدائية ضد العدوان الثلاثي على مصر.
ودور سورية الكبير في احتضان المقاومة الفلسطينية منذ نشأتها وتوفير البيئة الداعمة لها بكل معانيها وحضورها القوي إلى جانب المقاومة اللبنانية ودعمها.
وأسماء كثيرة بدأت من سورية لتعزز ثقافة المقاومة حميدة الطاهر، يوسف العظمة، ابراهيم هنانو، حسن الخراط، صالح العلي، سلطان باشا الأطرش.