تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شتاؤنا الدافىء

عين المجتمع
الإثنين 22-12-2014
غصون سليمان

رغم الشتاء وغيومه البيضاء والسديمية ،وطقسه البارد وجوه الماطر ، فالشمس السورية دافئة ترسل خيوطها وأشعتها إلى مكان من أرضنا وإن توارت بين السحب الداكنة وأجنحة الضباب التي تلف بعض قرانا وريفنا ومدننا ..

رحمة سماوية تحل في فضائنا السوري ،ينكسر فيه جماد البرد ويذوب فيه صقيع الكفروينطفىء لهيب الإرهاب ..أربعة أعوام وشتاء سورية المناخي يؤاخي القلوب المتعبة والمتألمة من الحزن والأسى ..ويخفف من قساوة طقسه المعهود ولاسيما في كوانينه التي لها أمثال وأقوال في خير الشتاء وغزارته وبرده الأبيض المثلج ..‏

فإذا بهما اليوم وفيهما تشرق شمس كوانين في القلوب قبل أن تستقبلها الأمكنة والجبال والهضاب والسهول وأمنيات العجائز من كبار السن ..‏

شتاء أحسّ بالفقراء والمحتاجين ، بالشعب والجيش والدولة الذين يقدمون كل شىء لتبقى سورية وادعة دافئة بأهلها وناسها على أرضها الحرة ،وجبالها الشامخة ، وبحرها المستقر وسمائها العالية ..‏

فإذا كان المناخ الجغرافي قد أحس بوضع السوريين وشعر بعظيم تضحياتهم عبر سنوات التاريخ ولاسيما في أعوام الحرب والعدوان التي نشهدها اليوم ..‏

فهل تشعر أيها السارق لحرية الوطن ونور ضوئه وزيت نفطه ،والعابث بقدراته ومقدراته بشىءمن عذاب الضمير أم أن فاقد الشيءلا يعطيه ..‏

ألم تشبع بعد غريزة بعض الجشعين وهم يعتلون طمعا أسوار محرمات الوطن ..ألم يراجع بعض المقاولين السماسرة من أشباه المثقفين والفنانين والإعلاميين والاقتصاديين والسياسيين والمتلبسين بلبوس الدين ،حساباتهم وهم ينظّرون خفية وعلانية خارج نطاق المعقول والمقبول بعدما تكشفت كل الوقائع وفضحت كل المؤامرات ..‏

ألم يخجل المراهنون على هيبة الدولة وعظمة الوطن من ضحالة أوهامهم وضعف يقينهم وسخف تفكيرهم ووضاعة طموحاتهم ،وهم يتاجرون على طريقتهم بالوطن وأهله وناسه ..‏

هي سورية بلد الشمس والعطاء والخير والدفء والتي لايليق فيها وبها إلا شراكة الأوفياء والشرفاء والأصلاء ..ومن أجل كل ذلك كان الشتاء دافئا ببرده والصيف معتدلا بحره والخريف كما الذهب الأصفر والخير الأخضر وصفاء الأبيض وقدسية الأحمر .‏

فيما السواد .. سواد الليالي والأيام يلون الوجوه القبيحة التي حاولت وما زالت تحاول الإساءة وتغيير معادلات الحقائق في ميزان الوطن الذي لايعلى عليه شيء لافي الزمان ولا في المكان ..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية