تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أمل وألم

عين المجتمع
الثلاثاء 10-2-2015
لينا ديوب

كلمــا ازداد الألم ، زاد الأمــل لوقف هذه الحرب وتحقيق نهضة عمرانية ورفــاه اجتماعي يدوم أطـــول،

وهذه ليست فقط أمنياتنا ورغباتنا، وإنما الخلاصة التي يُمكن أخذها كقانون حقيقي أثبتته الكثير من التجــارب البشرية على مدار التاريخ.‏‏

والدول التي عانت الحرب مثلنا والآلام والأوجــاع والمجــازر والدمــار ، تجــاوزت هذه المحنـــة ، وحوّلتها إلى منحــة، ولم يكن بقدرات خاصة أو قوى سحرية. ونحن حتى هذه اللحظة قاومنا أفراداً وأسراً ومؤسسات وتحايلنا على الظروف الصعبة والقاسية، لأننا نتطلع للنهوض من جديد، لدرجة يمكننا القول لا حاجة للبداية من الصفــر في تشكيــل وعينا الجمـاعي بعد الحــرب ، مثلمــا فعل الألمان واليابانيون وغيرهم، لسنــوات طويلة شاقة عسيـــرة لتجــاوز الكبــوة التي مرّت ببلادهم.‏‏

نعرف أننا قبل هذه الحرب ولفترة طويلة كنا نعيش ورشة عمل كبيرة لتحريك عجلة التنمية، بالإضافة لأننا نعيش في زمــن يختصـــر حركــات الإدارة والتقدم السياسي والاجتمــاعي التي كان يُمكن إنجـازها في 10 سنوات ، فقط في عام واحد، ثورة الاتصــالات في كل شيء ، عالميــة الثقــافة وإنســانيتها ، التعليم عبــر الإنتــرنت ، مفــاهيم البنــاء الديمــوقراطي ، منهجيــة البناء الاقتصــادي.‏‏

أي إننا لن نختــرع العجلــة من جديد، فأمامنا كل شيء والكثير كنا قد بدأنا العمل عليه ونحن نعيش في عصــر لا يسمــح لنا بالعــودة للوراء أبداً لاستلهــام مواد تراثيــة انتهت ، أو صــراعات طائفيـــة، أو طرق تفكيـــر مُنقــرضة .‏‏

فقــط السيــر على المنهج العالمي للتطور الاجتمـاعي والانساني والتقني ، وفقاً لخطط عالميــة معروفة النتــائج ، نعود إلى ركــب الحضـــارة ، من دون اجتهــادات ذاتية مُجتمعية داخليــة ، أو معــاناة التجـــارب للمـــرة الأولى ، مثلمــا حدث في العديد من دول العالم قبل ثورة الاتصــالات والإنتــرنت ومفاهيم الادارة المؤسسية العالمية. وهنا لا ننكر الإبداع الداخلي بل نؤكد أنه عنصــر فعّـــال وفي كل دول العالم ، ويعطيها خصــوصيتها عن الآخرين.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية