تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الدرس الخالد

نافذة على حدث
الخميس 17-4-2014
حسن حسن

ذكرى الجلاء، على جلال ماترمز إليه وعظمته لا تعني الوقوف على الماضي واستذكار صفحات المجد التي خطها أبناء الوطن الذين جابهوا قوة استعمارية عاتية، ورسم مشاعر الاعتزاز والفخار بما بذلوه حفاظاً على شرف الوطن ومجده،

وماكلفهم ذلك من تضحيات كبيرة، لكنه إضافة لذلك يكتسب وعلى الأخص في حقبة كالتي نعيش ، أهمية بالغة ، إذ أصبح استقلال كثير من بلدان العالم، استقلالاً يقف عند حدود الشكلية ويفتقد معناه الحقيقي بعد أن صودرت إرادة الشعوب وهدمت مقومات استقلالها ، وديست معايير السيادة للدول.‏

لقد تعرضت سورية ومازالت لهجمة بربرية سادية هي أقل ما يقال فيها حرب كونية بكل أبعادها ومقوماتها، وقد مضى على خوض هذه الحرب زمن طويل، وصمدت سورية بكل امكانياتها ومقوماتها ومكوناتها الشعب والجيش والقيادة، رغم الخسائر البشرية والمادية، فاستشهد الآلاف من قواتنا المسلحة ومن أبناء شعبنا الأبرياء المدنيين، واستنزفت مقدرات بلدنا واقتصاده وخسرت الدولة المليارات من الليرات السورية نتيجة لهذه الحرب القذرة.‏

ومع ذلك بقيت سورية شامخة منيعة في وجه المعتدين ولم تنحن واستطاعت لجم العدوان الخارجي والتدخل العسكري المباشر بمساعدة الدول الصديقة كروسيا والصين وإيران، كما استطاعت أيضاً إحباط وإفشال الأعمال المسلحة التي تقوم بها العصابات الإرهابية المجرمة المدعومة بالمال والسلاح من الدول المتآمرة، وعملت على تفكيك تجمعاتهم ، وإخماد بؤر التوتر والعنف التي ظهرت هنا وهناك، وهي الآن تقوم بتطهير كامل تراب الوطن من دنس هؤلاء المرتزقة والمأجورين الإرهابيين.‏

من هنا يحدونا التفاؤل ونحن نحتفل بذكرى الجلاء العظيم- بأن النصر المؤزر آت بل بات قاب قوسين أو أدنى ،وأن سورية ستخرج من هذه المحنة أكثر منعة وأصلب عوداً وأن الدرس الخالد الذي صاغته ملحمة الجلاء، هو أن الظلام لا يمكن أن يقف عقبة بين إرادة الشعوب وبلوغ الفجر مهما طال زمنه واشتدت حلكته.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية