تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قصة لا تنتهي من البطولات

شؤون سياسية
الخميس 17-4-2014
دينا الحمد

جلاء المستعمر الفرنسي عن سورية قصة لا تنتهي من البطولات ومقاومة الظلم ومقارعة المحتل من قبل شعب أبي عرف عبر تاريخه القديم والمعاصر ببسالته وقدرته على صنع النصر وغلبة الأعداء، واليوم يقف هذا الشعب المناضل

مدافعاً عن وجوده وكرامته وعزته بوجه أعتى قوى الاستعمار التي لم تتبدل لا بأسمائها ولا بصفاتها وأطماعها ومخططاتها .‏

لا شك أن جلاء المستعمر الفرنسي عن سورية وتحقيق استقلالها التام لم يكن ليتم لولا تضحيات هذا الشعب الأبي بالغالي والرخيص، وتقديمه لآلاف الشهداء تحت رايات الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش، مروراً بثورات هنانو وصالح العلي ورفاقهم الثوار على امتداد ساحات الوطن المعطاء.‏

ومن نافلة القول إن الثورة السورية ضد الانتداب الفرنسي لم تكن تهدف إلى رحيل المستعمر فحسب، بل تحرير سورية من كل مآسي زمن الوصاية والانتداب وتحقيق رفعة شأنها وتأكيد دورها النضالي العربي على المستوى القومي، ومن هنا كانت سورية السباقة لنصرة القضية الفلسطينية والوحدة العربية والتضامن العربي ودعوة تياراتها السياسية إلى استعادة الإرث التاريخي المجيد لأمتنا العربية ودورها الحضاري، ليكون الملهم للأجيال القادمة لبناء مستقبل عربي واعد.‏

لقد رسخ السوريون في معركتهم ضد جنود غورو والذين خلفوه في الانتداب القواعد الشامخة لمدرسة المقاومة ضد المحتل الصهيوني لاحقاً، والتي أثبتت محطاتها المتتالية أنها السبيل لحفظ استقلال البلدان العربية وسيادتها على ترابها الوطني، ومن هذا المنطلق واصل شعبنا الأبي معركته من أجل تحرير الجولان المحتل والأراضي العربية الفلسطينية المحتلة، وتمكن بفضل تضحياته الكبيرة أن يحقق الانتصار تلو الانتصار على العدو الصهيوني .‏

وعلى أساس هذه القاعدة الثابتة التي أشعل فيها شعبنا الأرض تحت أقدام الغزاة بدءاً من الفرنسيين وانتهاءً بالصهاينة ترسخ لدى الأجيال الصاعدة الوعي أن الخلاص الوحيد من أمراض الاستعمار لايكون إلا بالمقاومة وتوحيد الجهود العربية لمؤازرتها ونصرتها، لأن العدو واحد ومصلحة العرب جميعاً في بناء مستقبل مشرق هي واحدة.‏

ومن المعاني التي لايمكن تجاهلها أن صناعة الاستقلال تتطلب إرادة لا تلين من قبل شعب حدد أهدافه بوضوح، بدءاً من طرد المحتل الغاصب، مروراً بإعلان الاستقلال ووحدة التراب الوطني على عكس ما خطط له الانتداب؛ لأن الاستقلال يعني تحقيق الحرية والكرامة والوحدة والعدالة.‏

أخيراً إن ذكرى الجلاء تأتي اليوم، وشعبنا المكافح يقاوم أعتى قوى الاستعمار الغربية وأدواتها الإرهابية والكيان الصهيوني، مسجلاً انتصارات كبيرة رغم كل الأسلحة والتجييش الإعلامي ليحافظ على استقلاله الوطني .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية