تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في الذكرى 68 لعيد الجلاء.. سورية تنتصر بتلاحم جيشها وشعبها وقيادتها

شؤون سياسية
الخميس 17-4-2014
محرز العلي

مع إطلالة الربيع من كل عام وفي السابع عشر من نيسان يحتفي السوريون بعيد الجلاء مستذكرين نضال الأجداد بمواجهة المستعمر الفرنسي والملاحم البطولية التي سطَّروها على امتداد ساحات الوطن، والتي توّجت بهزيمة الغزاة

وإرغامهم على جرِّ أذيال الخيبة ليرفرف العلم العربي السوري رمز الحرية والسيادة والوفاء للوطن في سماء سورية الحبيبة.‏

الوحدة الوطنية التي تجلَّت في التفاف الشعب السوري حول مناضليه الذين قاوموا الاستعمار الفرنسي على امتداد الجغرافيا السورية والتي كانت السبب الرئيسي في إفشال خطط الاستعمار وسياسته التي اعتمدت على مبدأ فرِّق تسد من خلال زرع بذور الطائفية والمذهبية تتجلى هذه الأيام بأبهى صورها من خلال التفاف الشعب السوري حول جيشه البطل وقيادته الحكيمة في التصدي للمؤامرة الكونية التي تشنها قوى الغدر والعدوان والتي تستخدم فيها كل أساليب الاستعمار القديم والحديث، من أجل زرع بذور الفتنة ونشر الفوضى وتدمير مؤسسات الدولة عبر استخدام مجموعات إرهابية ومرتزقة لتنفيذ أجندات عدوانية تحمل في طياتها الحنين إلى عهود الانتداب والاحتلال والتجزئة والتقسيم وفق سايكس بيكو جديد، وكان من نتائج هذا التلاحم بين الشعب والجيش والقيادة إفشال المؤامرة ونسف مخططات الأعداء ومشاريعهم التقسيمية، الأمر الذي يؤكد أن الشعب السوري قد استلهم من نضال أجداده وطردهم للغزاة دروساً في العزة والكرامة والبطولة والفداء تنعكس اليوم في انتصارات جيشنا الباسل على قوى التطرف والإرهاب وفي تصميمه على تطهير كل بقعة من تراب الوطن من رجس المعتدين وفي مقدمتها الجولان الحبيب.‏

وما أشبه الأمس باليوم، فكما لم يهنأ المحتل الفرنسي خلال وجوده في سورية بعد مؤامرة سايكس بيكو الاستعمارية، حيث تحوَّلت سورية إلى أتون يحترق بناره الدخلاء وانفجرت الثورات في كل أنحاء البلاد، بعد أن شارك فيها كل أطياف وشرائح المجتمع السوري من أجل تطهير سورية من رجس الغزاة، فإن قوى الغدر والعدوان والإرهاب التي تشن حربها على سورية هذه الأيام لم تهنأ أيضاً ولم تستطع تمرير مشاريعها العدوانية التي اعتمدت الإرهاب سبيلاً للوصول إلى أوهامها، وفي مقدمة هذه الأوهام تدمير سورية وتقسيمها إلى كانتونات يمكن السيطرة عليها ونهب خيراتها، وذلك بسبب وقوف الشعب السوري بكل مكوناته خلف جيشه الباسل الذي يسطر ملاحم البطولة لاجتثاث الإرهاب وإفشال المؤامرة الكونية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية ودول الغرب الاستعماري وبعض العملاء في المنطقة ومنهم حكام بني سعود وقطر وتركيا، وتحقيق الإنجازات والانتصارات على المرتزقة والإرهابيين من عصابات الغدر والقتل التي استقدمت من شتى أصقاع العالم وبعض النفوس الضعيفة التي شكلت الأدوات لمحور العدوان، ولكن سورية بأبنائها ستبقى عصية على قوى الغدر والعدوان .‏

المحتل الفرنسي اتبع سياسة التضليل عبر وسائل الإعلام آنذاك لإيهام الرأي العام بأن الهدوء يسود في سورية ولا توجد أي مقاومة حيث كتب هنري بوردو في إحدى الصحف الفرنسية يقول: «إن سورية كانت هادئة وساكنة في عهدي الجنرال غورو والجنرال فيجان» ولكن الجنرال ساراي رد على الكاتب الفرنسي بالقول: «إن هذا الكاتب يجهل كل شيء وهو يكذب، فقد قامت في سورية 35 ثورة دفن خلالها الجيش الفرنسي نحو خمسة آلاف من ضباطه وجنوده وتكبد خسائر فادحة، واستطرد قائلاً: إن السوريين لا يمكن أن يحنوا هاماتهم لعدو أو متآمر مهما قدموا من تضحيات وإن بقاء المستعمر أو المتآمر على أرض سورية أمر محال وهذا يذكرنا اليوم بما تقوم به قوى التآمر على سورية من تسخير لمئات الوسائل الإعلامية المأجورة من أجل طمس حقيقة ما يجري على الأرض من إرهاب وجرائم ومجازر ترتكبها العصابات الإرهابية التكفيرية بحق الشعب السوري، ومحاولة النيل من انتصارات الجيش العربي السوري والتغطية على هزائم وانهيارات العصابات الإرهابية، عبر فبركة انتصارات وهمية ترفع بها معنويات الإرهابيين وتشجعهم على سفك المزيد من الدم السوري، ما يشير إلى أن الأساليب التي تستخدمها الدول الاستعمارية متشابهة لجهة الخداع والقتل والتدمير والتضليل كأساليب قديمة حديثة لتنفيذ أجندتها العدوانية، ولكن كما أخفقت هذه الأساليب وانكشفت في الماضي تمر الآن بسلسلة من الفضائح تكشف النوايا المبيّتة منذ بداية الأزمة في سورية، وللإنصاف نقول للجنرال الفرنسي ساراي لقد صدقت، فالشعب السوري لم ولن يحني هاماته لعدو أو متآمر مهما كانت التضحيات، وما تقوله الأمهات السوريات عند استقبال جثامين أبنائهن الشهداء خير برهان على ما قاله ساراي قبل عشرات السنين.‏

الشعب السوري الذي يحيي هذه الأيام الذكرى 68 للجلاء يبرهن على أن قيم الجلاء ما تزال حاضرة في وجدانه وتتجلى اليوم في الصمود الأسطوري في وجه المتآمرين وفي التأكيد على أن الوطن يُفدى بالأرواح والدماء، ليثبت للعالم أجمع أن راية الاستقلال ستبقى خفاقة وأن سورية ستظل عصية على الأعداء والعملاء، وأن السوريين قادرون اليوم على تحقيق النصر على قوى الغدر والقتل والتآمر من خلال الالتفاف حول جيشهم الباسل، واقتراح الحلول التي تحقق تطلعاتهم في بناء مستقبلهم واختيار قياداتهم الوطنية التي ستحافظ على الاستقلال والثوابت الوطنية بعيداً من أي تدخل خارجي.‏

mohrzali@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية