تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شعب لا يضام...

مجتمع
الخميس 17-4-2014
يحيى الشهابي

في كل عام ،ومع تفتح أزهار الربيع الباسقة وعطر الياسمين . يستذكر السوريين في كل مكان من أرضنا الغالية ليوم تم فيه استعادة حريتهم التي سلبها الاستعمار الممثل بدول ادعت الحضارة والحرية والديمقراطية ،

تلك الأعوام التي سبقت كانوا يشحذون الهمم لتحرير آخر شبر من أرض جولاننا الحبيب يستذكرون الشهداء الذين ثاروا ضد الهيمنة العثمانية والتي اتخذت طابع الشدة وبمنتهى القسوة حيث السجن والقتل والتشريد والتي مثلها سفاح ذلك العصر «جمال باشا» بجريمة إعدام كوكبة من الوطنيين الأحرار في دمشق وبيروت في نفس الوقت عام 1916 والتي أشعلت الثورة العربية الكبرى ضد طغيانهم وطردتهم من بلادنا العربية طامحين بغد مشرق تسطع فيه شمس الحرية بيد أن المخططات الاستعمارية كانت لها رؤية أخرى لم تبدأ بوعد بلفور ولم تنته بسان ريمو و .........والتي وضعت البلاد تحت السيطرة الاستعمارية فكان الرد سريعا من قبل الشعب العربي السوري بالتصدي عبر الغضب والثورات في كل مكان بدءا من ثورة الشيخ صالح العلي وإبراهيم هنانو مرورا بالتصدي الشجاع للشهيد يوسف العظمة رغم الإمكانات الضعيفة مقارنة بالمستعمر وليس انتهاء بمحمد الأشمر...... والثورة السورية الكبرى والتي ألهبت الأرض السورية تحت أقدام الاستعمار الفرنسي وبالتزامن مع نضال سياسي اتخذ الطابع الفكري والجماهيري من حيث تشكيل الأحزاب والجمعيات السياسية والقيام بالمظاهرات والاضطرابات ومن ثم اقتراح دستور للبلاد صاغته لجنة برئاسة المناضل الوطني إبراهيم هنانو وبعد رفضه من قبل المحتل ومن ثم إضافة مادة تقضي بوقف تنفيذ المواد التي تمس صلاحيات الانتداب مما أدى لانتفاضة شعبية سميت بالإضراب الستيني أكدت فعالياته وحدة الشعب السوري وإصراره على تحقيق آماله في الحرية والاستقلال رغم الوحشية التي قوبل فيها ورغم ذلك حصل على ما يريد بفعل صموده والظرف الدولي وخاصة مساندة الاتحاد السوفييتي الذي استخدم لأول في تاريخه حق النقض «الفيتو » معطلا قرار مجلس الأمن الدولي في 15 شباط 1946 بسبب فقره اللجوء للمفاوضات لحل المشكلات الأخرى ،لأن ترك هذه الأمور سوف يؤدي إلى تقيد سورية بقيود أجنبية .وبقي القرار بلزوم خروج كل القوات الأجنبية من سورية ولبنان ....‏

وهكذا خرج آخر جندي أجنبي من الأراضي السورية واعتبر هذا اليوم السابع عشر من نيسان لعام 1946 العيد الوطني لسورية‏

واليوم ورغم الهجمة الشرسة التي نتعرض لها بهدف تركيع هذا البلد والرضوخ للاستعمار وللهيمنة الصهيونية وتوابعها لابد أن يتذكروا أن روح الإباء والحرية لهذا الشعب وعلى مر العصور هي متوارثة أبا عن جد ولن تنسينا جولاننا الحبيب ولا لواء نا المغتصب ولا أي شبر من أرضنا السليبة التي رويت بدماء شهدائنا الأبرار ليعيش حريته وشموخه بين الأمم‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية