تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جيشنا وشعبنا يكملان الطريق

مجتمع
الخميس 17-4-2014
ابتسام هيفا

السابع عشر من نيسان حيث خرج آخر جندي فرنسي بفضل سواعد المقاومين و أبطال الثورة السورية و المجاهدين و كذلك كان خروج المحتل بدون قيد أو شرط ..

فهذا اليوم الذي يرمز إلى تضحيات الشعب السوري و إلى نتائج أبطال الاستقلال من يوسف العظمة و سلطان باشا الأطرش و إبراهيم هنانو و الشيخ صالح العلي و وغيرهم من ثوار سورية الذين أوصلوا الوطن إلى الاستقلال و إلى جلاء آخر جندي فرنسي عن أرض الوطن .‏

الشعب السوري حقق الاستقلال بعد نضال مرير خاضه على مدى أكثر من ربع قرن قدم فيه التضحيات والشهداء من أبنائه الذين ضحوا بأرواحهم وأموالهم لإنجاز الاستقلال الذي شكل في السابع عشر من نيسان 1946 بداية مرحلة تاريخية مشرفة من مراحل نضال الشعب السوري وجسراً للعبور إلى مراحل متقدمة لبناء سورية الحديثة.‏

لقد كان نيسان الجلاء من أهم المحطات التي أعطت الهوية الوطنية السورية أبعادها القومية ، وأعطت الذاكرة السورية امتدادها في وجدان الأجيال فكانت ومازالت عصية على النسيان.. والفتنة التي أشعلوها في سورية أرادوها أولا وقبل كل شيء أن تمزق الهوية الوطنية وأن تلغي الذاكرة لنيسان المجيد.. وهم في هذا يحرقون هوية أمة بكاملها ويدفنون ذاكرة أجيال عربية على امتداد التاريخ المعاصر.. وهم يعرفون أن خدمتهم لمشغليهم وتنفيذ أجندتهم في عمق الوطن العربي لا تكتمل إلا بتعطيل قلب العروبة النابض في دمشق الذي كان ولا يزال ينبض بنيسان الأربعينيات، في السابع عشر منه جلاء معمد بالفداء والدماء.‏

عيد الجلاء تحقق من صميم إرادة السوريين وبطولاتهم وتضحياتهم ولد نيسان الجلاء الذي علم البلدان العربية كلها في مشرق الوطن العربي ومغربه كيف ترفع رايات الاستقلال الوطني رغم أنوف المستعمرين.. ومن الشام وحارات الياسمين أشرق نيسان جديد حمل أول استقلال سياسي عربي حقيقي كان رائداً لأمة تتوق إلى مكانة تحت الشمس علّمت كل من جاء بعدها كيف يكون الاستقلال وكيف تنتزع حرية الأوطان.. ولِمَ لا وهذه الأرض السورية العريقة هي أرض الأبجدية الأولى التي علمت الدنيا أسرار الكتابة والتدوين وقدرة الحرف على التنوير والتحرير وصناعة الحضارات وتقدم بني البشر.؟‏

لقد كان حجم استهداف سورية أشد وأطول وأكثر وحشية من كل الاستهدافات التي حملها الربيع العربي المزور و كان هدف الهجمة الإرهابية في سورية تمزيق الهوية الوطنية بفتنة عمياء .. والمساس بذاكرة شباب سورية بالتشويش والتضليل والفبركة وهي التي انتعشت دوماً بذكرى الجلاء .. نهبوا المتاحف وسرقوا الآثار ودمروا الأوابد.. لماذا يقطع رأس المعري ويفجر مقام حجر بن عدي ومقام السيدة سكينة لغموا قلعة حلب .. وحرقوا الأديرة وحطموا كنوزها التاريخية إلى آخر القائمة التي تطول وتطول ولا تعني إلا شيئاً واحداً إلغاء ذاكرة أمة وحرق تاريخ وطن شكل معجزة على مر الدهور.‏

اليوم نشعر نحن السوريين أننا بأشد الحاجة لجلاء جديد سيتحقق على أيدي أبطال الجيش العربي السوري الأسطوري .. الذين سيكملون طريق أجدادهم الشيخ صالح العلي ويوسف العظمة وسلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو .. طريق النضال والتضحية من أجل تحرير سورية من العصابات الإرهابية المتشددة والقضاء على آخر إرهابي فيها بعد نضال طويل مضى عليه ثلاث سنوات وهاهو يدخل سنته الرابعة قدمت سورية الكثير من الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم ستزهر ربيعا ونصرا إنشاء الله.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية