تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وتستمر معركة الجلاء..؟!

مجتمع
الخميس 17-4-2014
غصون سليمان

هل فاتكم ياأبناء شعبي شيئاً لم تعرفوه أو تشاهدوه عما جرى في يوميات ومذكرات هذا الوطن إبان ثورته الحقيقية وهو يقاتل ويجابه الاستعمار الفرنسي البغيض المدجج بكل الأسلحة الثقيلة والخفيفة في عشرينيات القرن الماضي ، فيما سلاح الثوار والشعب المؤمن بالثرى المقدس لا يتعدى بعضاً من البنادق القديمة والمسدسات والآلات البسيطة الحادة.

ليبقى سر السلاح الحقيقي في قوته وتأثيره في أيدي هؤلاء المجاهدين من الثوار هو من فعل الإرادة والإيمان بأن الأوطان حرمات مقدسة، والعتبات السورية لا تصان وتزين قوافيها إلا بسواعد أبنائها.‏

ويتكرر المشهد‏

واليوم لا يختلف المشهد عما سبق في تلك الفترة أي بعد مضي ثمانية وستين عاماً، إلا بجملة التفاصيل والتداعيات التي جاءت بخبرات استعمارية جهنمية من فصيلة الفرنسيين والبريطانيين والأوروبيين وأميركا والصهاينة الذين يصولون ويجولون في هذا العالم ،سلاحهم التحريض الدائم على الشعوب الآمنة وفي المقدمة سورية العربية.‏

ففي التفاصيل كل شيء يطغى على صفة المستعمر والمحتل بتسميات ومصطلحات وشعارات مادية ومعنوية تختصر فيها الأسباب المباشرة وغير المباشرة لحالة الغزو والعدوان الذي كانت تعتمده القوات والدول المخططة والغازية ليصبح مفعول الأمر عند هؤلاء الغرباء والدخلاء هو إلغاء كل ما هو مدني وحضاري وإنساني وأخلاقي ليحل محله مستقبل مليء بالسواد لشعوب المنطقة تنتفي فيه صورة الحياة الطبيعية من أمان واستقرار وسلام.‏

ويكون الرعب والإجرام والقتل والحرق والتدمير والخراب في عرف هؤلاء عنوان القول والكلام عند دعاة الاستعمار بماركته الجديدة القديمة حيث رتبت الماسونية العالمية والصهيووهابية تحت مسطرة القاعدة كل عناوين الموت القادم إلى الشرق والذي شهدنا أشهر فصوله المريرة في سورية العربية التي تعيش اليوم معركة الجلاء الحقيقية على جميع الأصعدة والتي تعد من أخطر المعارك التي عرفها وشهدها التاريخ بكل محطاته.‏

الغزو الفكري‏

لأن الغزو الفكري وانقلاب المفاهيم رأسا على عقب وتراجع القيم وسيطرة الجهل والعصبية والهمجية وفوضى الرعاع والحمقى وتوزيع الأدوار بين الأشخاص ومسوخ الهدف لتعذيب الجغرافية والطبيعة والأمكنة الشاهدة على نار جهنم وهي تحصد الأرواح البشرية وتقضي على كل مايدب على هذه الأرض السورية من كائنات حية.‏

اليوم يجدد أحفاد ثورة العشرين وأبناء رجالات الاستقلال الذين خاضوا معركة الشرف والكرامة بكل كبرياء الوطن وعزيمة الأبطال مجسدين بالقول والفعل حقيقة الحفاظ على الإرث الوطني العظيم الذي حصنه بالعرق والدم والفكر والعقل والعقيدة وطموح ووطنية المجاهدين.‏

الشيخ صالح العلي وسلطان باشا الأطرش ويوسف العظمة وابراهيم هنانو وفوزي القاوقجي وأحمد مريود ومحمد الأشمر وغيرهم المئات بل الآلاف المؤلفة من أبناء سورية الذين شهدوا حفل الاستقلال المعمد بالدماء الكريمة الطاهرة.‏

معركة الجلاء اليوم دفع ويدفع ثمنها غالياً كل أبناء الشعب وفي المقدمة الجيش العربي السوري البطل الذي حفظ الأمانة بكل معانيها وصدق الوعد وقام بالواجب ولبى النداء ومازال في كل دقيقة وساعة ويوم لايأبه لأعداد الشهداء لأن شرف الوطن وكبرياؤه لا يعد له ميزان إلا ميزان الشرف ذاته وحق الشعب أن يعيش على أرضه تحت راية حرة صنعها أحرار من آباء وأجداد وأمهات وجدات وأحفاد هؤلاء لن يكونوا إلا عند حسن ظن عظمة الجلاء والاستقلال والتحرير، حيث يجري القضاء على كل مخلفات الاستعمار من إرهاب وإجرام وتكفير على الأرض السورية التي أصبحت مقبرة الغزاة بكل أشكالهم اليوم كما الأمس وكما يكون المستقبل.‏

كل عام وسورية الدولة الوطنية المدنية العلمانية الحضارية الراقية والرائعة بألف خير وهي تخبرنا كل يوم بصبح جديد وجلاء عظيم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية