تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السوريون يكتبون النصر من جديد

حدث وتعليق
الخميس 17-4-2014
ناصر منذر

قدر السوريين اليوم أن تمر الذكرى الثامنة والستين لجلاء آخر مستعمر فرنسي عن أرض الوطن وبلدهم يتعرض لحرب عدوانية شرسة تستهدف هويتهم وتاريخهم وحضارتهم، بقيادة أميركية صهيونية،

وأدوات تكفيرية وهابية، تصنعها مشيخات النفط والغاز في الخليج وعلى رأسها مملكة آل سعود في مطابخها الإرهابية، لمحاولة لي ذراع سورية ومصادرة قرارها،والنيل من دورها المحوري في المنطقة والعالم، ولكن الشعب السوري يؤمن في الوقت نفسه بأن قدره الدائم هو مواجهة التحديات والتغلب عليها مهما اشتدت وكبرت الملمات .‏‏

اليوم يعيد أبناء سورية من جديد إرث الأجداد وأمجادهم بقلوب متوحدة وعزيمة لاتلين وجيش لا يعرف إلا لغة الانتصارات ضد من أراد النيل من وطنهم وتدميره، فقوى الاستعمار التي قاومها الشعب السوري قبل نحو68 عاما هي نفسها قوى الإرهاب العالمي التي تعيث خرابا وتدميرا في سورية هذه الأيام، يضاف إليها بعض الأنظمة المستعربة التي كشف حكامها عن انتمائهم الحقيقي، ولكن وكما في السابق، فإن الشعب السوري وجيشه الباسل يسطرون اليوم ملاحم بطولة وفداء في حب الوطن، ومستمرون بنهجهم المقاوم، والتمسك بثوابتهم الوطنية، والحفاظ على هويتهم وتراثهم، وهي امتداد لما كتبه أجدادنا الشهداء بدمائهم أيام الجلاء.‏

منذ الاستقلال وحتى اليوم واجهت سورية الكثير من المؤامرات والتحديات, بهدف الإجهاز على ما حققته خلال العقود الماضية, ولمحاولة ابتزازها وإخضاعها للمشاريع الصهيونية, وكونها حاضنة العروبة والمقاومة المشروعة, والشوكة التي ما زالت تخز خاصرة الأعداء, فهي لم تخرج يوما من دائرة الاستهداف الأميركي والغربي, الذي سخرت لأجله الدول الاستعمارية كل إمكانياتها, وجندت آلاف العملاء والمرتزقة, في محاولات يائسة لإضعافها وتهميش دورها الفاعل في المنطقة والعالم, حتى دفعها إفلاسها وخيباتها المتلاحقة إلى شن عدوانها الحاصل الآن, ولكن بأدوات وأساليب مختلفة.‏‏

الجلاء سيبقى ذكرى مشرقة في تاريخ سورية, ومبعثا للروح الوطنية في وجدان السوريين الذين انتفضوا هبة رجل واحد لطرد المحتل الفرنسي عن أرض الوطن, وقدموا في سبيل ذلك التضحيات الجسام, كما سيبقى أبطال الجلاء وصانعوه من زعماء الثورة السورية الكبرى مثالا يحتذى لمواجهة الحرب الكونية التي تتعرض لها سورية اليوم, وهذا ما يتجلى في إصرار السوريين على التمسك بوحدتهم الوطنية, وقرارهم الحر المستقل, والتفافهم حول قيادتهم السياسية وجيشهم العربي البطل, كسلاح أمضى وخيار وحيد للتصدي للمؤامرة وإفشال مخططات الأعداء.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية