تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فرح الملائكة

الخميس 17-4-2014
شهناز صبحي فاكوش

كل شهيد تتهيأ الملائكة لاستقباله، تتفتح أبواب السماء، يمتلئ الفضاء بعبق المسك هكذا تعلمنا في أدبيات ديننا الحنيف.

كيف بنا ونحن نزف شهداء الحقيقة، إخوتنا الإعلاميين من قناة المنار الشقيقة.‏

الهدية التي قدمها الأوغاد القتلة لقافلة السلام التي وصلت سورية، لتقف على أصل الحقيقة. فترى بأم العين الدم الذي يهراق على أرض العروبة بأيدي أعداء العروبة الذين اختلط وجودهم بين الأصيل والوكيل .‏

ليس بالجديد عليهم ـــ شذاذ الآفاق الآتين من غيابات السجون والمجون ـــ التصعيد والاستهداف، كلما حضر من يبحث عن حقيقة ما يحدث على الأرض السورية.‏

هذا ما حدث على سبيل المثال عند وصول فريق الدابّي للتقصي، لكنه أُلجم عن قول الحقيقة، وأزيح من طريق إظهارها لأن قوله لا يوافق أهواءهم .‏

ذات الأمر تكرر في كل مرة كان يحضر فيها الإبراهيمي، المبعوث الأممي للبحث عن حل سلمي سياسي. لكن قلبه على سورية ما كان بلون اسمه. لعله كان بلون نظارته، أما ما شابه لون اسمه، فهو النقد الأمريكي الذي كان يتقاضاه. ما جعله متأرجحاً بين الحقيقة التي عليه إظهارها بحرفته ومهمته، وبين حفنات مُنْقديه.‏

أما أبناء الأمة البررة الذين نذروا أنفسهم للدفاع عنها، ما كانت يوماً أرواحهم إلا في مقدمة ما يمكن أن يدفع من ثمن لحرية الوطن. دون الالتفات إلى الهوية المفترضة.‏

من حيث استشهاد السوريين في جنوب لبنان، وكانت من أولى الشهداء الصبية ذات الضفائر التي استرقت من عتم الليل لون عينيها وضفائرها ألماظة خليل.إلى توالي قوافل شهداء الجيش العربي السوري لأجل حرية لبنان ووحدة أرضه وشعبه. فَلِمَ ينكرون اليوم على أهلنا اللبنانيين دفاعهم عن سورية قلعة المقاومة.‏

هو في النهاية ديدنهم.ألم يتطيروا يوماً من التجريدية المغربية التي قاتلت في سورية ضد العدو الصهيوني في حرب تشرين. ألم يصبهم المس من الكتائب العراقية واليمنية التي دخلت بذات الحرب على الجبهة السورية.‏

لهم الجنون هدية من وحدة أبناء المقاومة، ضد أدواتهم الإرهابية على الأرض السورية التي تتهاوى تحت قوة الجيش العربي السوري وفصائل المقاومة اللبنانية .‏

وحدة الدم هذه أسقطت خطة بندر بن سلطان، وجعلته مسخاً أمام من كان يتباهى بأنه ظل سفيراً لديهم لعشرين عاماً. فكان التلميذ الخائب بعد هذا الزمن. ما جعل أمريكا تستغني عن خدماته ــ بقرار ملكي ــ رئيساً لاستخبارات ما يدعى بالسعودية التي هي دائرة منفّذة لدى ال سي آي إيه الأمريكية.‏

شهداؤنا مع إشراقة كل صباح يخطّون سطراً في معركة النصر على الإرهاب. والإعلام الذي أضحى جزءً لا يتجزأ من الجيش المدافع عن سورية. يعلم جنوده أنهم جميعاً مشروع شهادة مثل كل المدافعين عن معقل المقاومة سورية.‏

المقاومة باتت اليوم السبيل الوحيد لحرية الأمة وتحرير أراضيها. ولأن الإعلام أصبح يكشف الحقائق على الأرض السورية، ويفضح ما يفعله أعداؤها الغربيون وحكام الخليج الصهيوني في قطر والكويت والسعودية. يُستهدف جنوده.‏

بالصفاقة ذاتها يتباهى ليبرمان بالعلاقات الوطيدة بين اللوبي الصهيوني وإسرائيل ودول الخليج وبالذات السعودية. بوثيقة صورة سعود الفيصل واللقاء الحميمي مع وزير الخارجية الإسرائيلي.‏

لأجل هذا وغيره يستهدف الإعلام والإعلاميين في سورية مهما كانت جنسيتهم. وقد زفت سورية من فتياتها وشبابها الإعلاميين كواكب تنير مع قوافل شهداء الوطن طريق نصرها.‏

تمتد يد القتلة باستهداف مدرسة الأطفال لينسكب الدم الأكثر براءة وطهراً، وليستقبل الوطن كما كل عيد يطل عليه، عيد الفصح المجيد بأعراس الشهادة. لكن في هذه المرة تعزف أجراس الكنائس والأديرة في معلولا المحررة، لَحْنَيْ حريتها ووداع شهداء المنار على أرضها وهم يزفون للعالم فرح حريتها.‏

هذه هي سورية أيها الأوغاد التكفيريين القتلة، بلد السلام، أرض المسيح السوري ومسرى النبي العربي. يتعانق فيها الصليب والهلال. فالقاسم بن خديجة رضي الله عنها أخ لإبراهيم ابن ماريا القبطية. إنهم من أب واحد هو نبي الرحمة ومكارم الأخلاق محمد صلى الله عليه وسلم.‏

فهل منكم من مكذّب ...‏

المجد لله في العلا وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة. قالها المسيح بن مريم التي خصها جلّ وعلا بسورة في تنزيله المحفوظ. وينادى الخلق يوم الحشر بنسبهم لأمهاتهم مثله.‏

إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. وتحيتهم فيها سلام. هي رسالة رسول الإسلام سيدنا محمد وله في محكم التنزيل سورة اختصت باسمه الكريم.‏

فهل لكم من لقب غير أنكم قتلة وتكفيريين. وأنكم أدوات صماء تحركها يد الغدر الاستعماري.‏

قافلة السلام ستحمل الحقيقة عبر أفرادها، الذين ماانفكوا يعتذرون للسوريين عما تفعله بلدانهم ضد سورية. خاصة الآباء الكنسيين الذين صرحوا بخجلهم لحملهم جوازات سفر بريطانية، وأسترالية كما صرح الأب ديفيد سميث والأب أندرو.‏

بمناسبة الفصح المجيد يرتفع عتب الأحبة للبابا، رجل السلام في العالم. الذي دعا وصلى لأجل معلولا. لاعتذاره عن استقبال أبو الشهيد سماحة مفتي الجمهورية المسامح بدم ولده، والمتسامح لأجل وطنه. بينما يستقبل سعد الحريري الذي يصرح علناً أنه ضد سورية وشعبها. وأنه لن يعود للبنان إلا عن طريق سورية بعد سقوطها.‏

تريد سقوطها يا هذا بيد المسلحين. أنت شريك سافر بسفك دم أبنائها. أبشر إن كان هذا نذرك فلن تطأ أرض لبنان. ببساطة لأن سورية قائمة ما أقامت ميسلون .‏

ألم تسمع بهذا المأثور من الكلام، الذي كان أول سطر في معركة الجلاء، ونحن في رحاب ذكراه.‏

ما خطّه يوسف العظمة وسلطان باشا الأطرش وقادة الجلاء السوري. يعمقه بخطاه اليوم الجيش العربي السوري، والشعب السوري بأجمعه .‏

ليكتب الحرية الكاملة لهذا الوطن وإن كان الثمن دم أبنائه الغالي.‏

لكنه الوطن الأغلى دائماً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية