و من وحي هذه المعاني السامية و برعاية من الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة أقام مركز أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية معرضاً فنيا تحت عنوان «من صنع الجلاء.. يصنع النصر» و ذلك في قلعة دمشق .
و في افتتاحها للمعرض اكدت مشوح للثورة بأن الأعمال المشاركة تعبر جميعها عن ارادة قوية في الانتقال من حاضر محزن لكن يبشر بولادة جديدة , الى مستقبل زاهر هو استمرار لتاريخ نضالي عريق , روى خلاله أبطالنا بدمهم الزكي أرض هذا الوطن , فلتحيا ذكرى الجلاء وليحيا هذا الوطن الشامخ الأبي عبر العصور .
و أضافت : لفتني لوحة تعبر عن صك مسماري ترجمت كتابته بعبارة « لامكان للغزاة على أرض سوريا الشامخة « و بالتالي أنا لا أشك لحظة بأن الشباب الذي دحر الغزاة هو شباب قادر على صناعة النصر من جديد .
يجسد قيم الجلاء
بعد ورشة العمل التي دامت 15 يوما حصدنا ثمارها بهذه اللوحات التي بلغ عددها 104 لوحات و مثلهم من الفنانين الذين تفاوتت أعمارهم بين الخمس سنوات حتى مرحلة الشباب و الكبار, يقول قصي العبدلله الأسعد رئيس مركز أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية : كانت الموضوعات جميعها مستوحاة من قيم الجلاء ومعانيه السامية و تمحورت عناوينها حول السيادة الوطنية و رفض العدوان الخارجي و الحفاظ على الثروات الوطنية و التمسك بالأرض إضافة للتمسك بالقيم التي توارثها الأجيال , فهم أحفاد ابراهيم هنانو و الشيخ صالح العلي وسلطان باشا الأطرش , و المعرض هو ذاكرة للأجيال للفخر بأجدادهم الذين ضحوا بأرواحهم ليعيشوا الحياة الحرة العزيزة .
نحتاجهم.. قدوة و أنموذجاً
و بعين الفنان التشكيلي المتمرس يرى الفنان علي سرميني أن اللوحات تمثل النصر و جلاء المستعمر عن بلادنا و البطولات التي حققها الشعب في سوريا على اختلاف أطيافه و على امتداد الوطن واضعاً نصب عينه حريته و استقلاله أولاً , و ما أحوجنا اليوم الى تلك الروح الثائرة ضد الأيدي الآثمة التي تعبث في بلادنا فساداً و تحاول ن تدمر حضارة ضاربة في الجذور .
الفن ..يعزز بقاءنا
جسد الفنانون الجلاءفي أعمالهم كلٌ حسب طريقته , فأخذتهم الريشة و الألوان الى عوالم فيها من التضحية و العزة و الفخار , لشعب أبي يرفض أن تدنس بلاده , يقول الفنان حسام جلود : نحن نؤمن أن للفن دوره في تكريس ملاحم البطولة ,لا يقل أهمية عن دور الجيش العربي السوري في دفاعه و ذوده عن أرض الوطن ,فالانتصار يجب أن يعم مجالات الحياة كافة و الفن بدوره يعزز بقاءنا و يخلد حضارتنا و إرثنا الفكري و الثقافي والمعرفي .
حتى لا ننسى ..!
ومن الأعمال لوحة جمعت بين رموز البطولة و النضال للفنان عهد بيرقدار و رمزت بها الى اجتماع جميع أطياف الوطن لدحر الغزاة, و كذا الطالبة هبة الله غنام التي رمزت الى جلالة الشهادة و قدسيتها من خلال رسمها للجندي المجهول كما حل النحت ضيفا على المعرض فكانت هناك أعمالٌ للفنانة ديمة سليمان التي جسدت طائراً محلقاً نحو الحرية و النصر و متجذرا في الأرض .
حبات السكر
أما الأطفال فقد أبدعوا بأناملهم الصغيرة لوحات هي أقرب الى حبات السكر التي تثلج القلوب و تبشر بمستقبل واعد , إنهم أطفال سوريا الذين عشقوا ترابها ونموا في ربوعها فأثمروا هذا النتاج الذي نفخر به وماريا الأغا ذات الخمس سنوات وقفت أمام لوحاتها تشرحها للجميع ( لوحة لأيادي أطفال تبني سوريا , و طفلة تحمل حمامة ليسود السلام سماء بلادنا , و صور الشهيد يوسف العظمة ) وقد صاغ من شعرها علم سوريا لتقول أمام الملأ «أنا أحب سوريا» .
و قد كرمت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة الفنانين المتميزين بشهادات تقديرية تشجيعا لمواهبهم و تعبيرا عن أهمية الفن كوثيقة حضارية للأجيال القادمة .