حيث يعتبر يوم ( 20) آذار من كل عام يوماً مميزاً في تاريخ هذا البلد الشقيق فقد توّج نضال أبنائها المرير الذي قاده الحزب الدستوري الجديد مدعوماً بالحركة النقابية في مثل هذا اليوم من عام 1956 بالنصر العظيم.
وبالرغم من محدودية الموارد الطبيعية فيها تمكنت الدولة من تنمية مواردها البشرية وخاصة في قطاعات التعليم والصحة والاسكان والخدمات الاجتماعية ماحقق لها ارتفاعاً ملحوظاً في مستوى الدخل الفردي.
وترتبط تونس وسورية بعلاقات سياسية متميزة برعاية موصولة من قيادتي البلدين وتستند علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الى إطار قانوني متكامل يشمل مختلف مجالات التعاون الاقتصادي والثقافي والعلمي والاجتماعي يتمثل في اكثر من 100 وثيقة (اتفاقيات ـ بروتوكولات ـ مذكرات تفاهم وبرامج تعاون تنفيذية).
كما تتميز الهياكل المشرفة على متابعة التعاون الثنائي بالتنوع وتتمثل في:
ـ اللجنة العليا المشتركة التي عقدت الى حد الآن تسع دورات وينتظر أن تنعقد الدورة العاشرة خلال الربع الاول من سنة 2009. ولجنة التشاور والمتابعة برئاسة وزيري الخارجية في البلدين التي عقدت ثلاث دورات إلى حدّ الآن.
ومجلس رجال الأعمال المشترك التونسي ـ السوري.
وجمعية الأخوة البرلمانية التونسية السورية.
وتشرف عديد اللجان القطاعية والفنية بين البلدين على متابعة التعاون الثنائي في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية وتعقد هذه اللجان اجتماعاتها بصفة دورية في العاصمتين تونس ودمشق.
وحافظت المبادلات التجارية بين تونس وسورية خلال سنة 2007 على نسبة تطورها، حيث بلغت قيمتها الاجمالية 71،557 مليون دينار تونسي (حوالي 50 مليون دولار أمريكي) مقابل 36 مليون دينار سنة 2008.
ويبقى حجم التبادل التجاري بين البلدين دون الإمكانيات المتوفرة في كليهما خاصة وأن عديد المواد والسلع والتجهيزات المصنعة سواء في تونس أو في سورية أصبحت قابلة للترويج في أسواق البلدين في ظل تطبيق اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وكذلك اتفاقية التبادل الحر المبرمة على المستوى الثنائي بين البلدين.
ويعمل البلدان على المزيد من تطوير التعاون الفني بينهما في عدد من المجالات على غرار التعاون في المجال المالي والضريبي والبيئي والفلاحي والجمركي والصناعي والصحي وقطاع البريد وغيرها وذلك من خلال التبادل المستمر لزيارات الخبراء والفنيين بينهما.
وتنتهج تونس سياسة خارجية متوازنة قوامها التفتح والاعتدال مع التمسك ببنود وروحية ميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية والسعي الدؤوب لتحقيق السلم والعدل في العالم وتكريس البعد التضامني في العلاقات الدولية.
ويستأثر بناء المغرب العربي وتحقيق اندماجه الاقتصادي بالمنزلة الاولى في توجهات سياسة تونس الخارجية باعتباره خياراً اسراتيجياً ثابتاً وتكريساً لرغبة راسخة لدى شعوب المغاربية.
وتولي عناية كبيرة لتطوير علاقاتها مع البلدان العربية وتعزيز العمل العربي المشترك الذي جسمته من خلال احتضانها للقمة العربية في 2004 وماانبثق عنها من وثائق وقرارات في المسائل التي تهم القضايا العربية ومسيرة التطوير والتحديث في الوطن العربي.
وتعمل تونس دوماً على دعم علاقات التعاون والتضامن مع البلدان الاسلامية وتعمل على تعزيز وإثراء التعاون الثنائي على المستوى الإفريقي وهي تساهم بشكل فعال في الجهود المبذولة لمعالجة القضايا القائمة بالطرق والاساليب التي تخدم الأمن والاستقرار للقارة الإفريقية وتوفر لها مناخ التنمية المستديمة لشعوبها.
كما لم تنفك تونس تسعى إلى تعزيز التعاون بين ضفتي المتوسط ونادى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بضرورة إقامة علاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول الضفة الجنوبية للمتوسط على أساس التنمية المشتركة وترابط المصالح بين الجانبين.
وبالاضافة إلى كونها أول بلد من جنوب المتوسط يوقع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي فقد كان لتونس شرف احتضان أول قمة لحوار 5 + 5 سنة 2003 ببادرة خاصة من الرئيس بن علي. وشكلت هذه القمة محطة بارزة على درب تعزيز الحوار وتكريس التعاون والتضامن بين بلدان المنطقة.
وعلى صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية فإنه أمام الموارد الطبيعية المحدودة، ركّزت تونس جهودها على تنمية مواردها البشرية وخاصة في قطاعات التعليم والصحة والإسكان والخدمات الاجتماعية مما مكنها من تحقيق ارتفاع ملحوظ في مستوى الدخل الفردي.
وساهم التحرير التدريجي للاقتصاد وتنويعه بنسق متسارع وتفتّحه على الخارج في الارتقاء بتونس إلى مصاف البلدان الصاعدة وتبوئها منزلة محترمة تتيح لها إمكانية اللحاق بصفوف الدول المتقدمة. ويعتمد الاقتصاد التونسي على التصدير حيث شكلت الصادرات نسبة 50،7٪ من الناتج الداخلي الخام سنة 2007 وهي تنمو بمعدل يفوق 7 ٪ سنوياً.
وقد أضحى بذلك نجاح النموذج الاقتصادي التونسي موضع إعجاب وإشادة من مختلف الهيئات والمنظمات الدولية.كما تصنف تونس من طرف الوكالات المختصة كمنتدى دافوس حول المنافسة 2007 2008 ضمن 32 بلداً الاوائل في العالم قبل العديد من الدول المتقدمة وهي تتمتع منذ سنة 1994 بـ « رتبة الاستثمار» الممنوحة من قبل المؤسسات المصرفية العالمية ووكالات التقييم.
وتقع تونس في قلب البحر الأبيض المتوسط وهي تمثل نقطة تواصل والتقاء بين العالم العربي وإفريقيا وأوروبا وكانت ولازالت متشبثة بالتفتح على محيطها الخارجي وقامت على أرضها عديد الحضارات العريقة كالفينيقية والبونيقية والرومانية والبيزنطية فالعربية ـ الإسلامية.
وتبلغ مساحتها 164 ألف كم2 تمتد الصحراء فيها على 22٪ وتحدها ليبيا من الجنوب الشرقي ومن الغرب الجزائر وعاصمتها تونس.